شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 308
نمايش فراداده

خطبه 119-بيان فضيلتهاى خود

الشرح:

رواها قوم (لقد علمت) بالتخفيف و فتح العين، و الروايه الاولى احسن فتبليغ الرسالات تبليغ الشرائع بعد وفاه الرسول (ص) الى المكلفين، و فيه اشاره الى قوله تعالى: (يبغلون رسالات الله و يخشونه و لايخشون احدا الا الله)، و الى قول النبى (ص) فى قصه براءه: (لايودى عنى الا انا و رجل منى).

و اتمام العدات انجازها و فيه اشاره الى قوله تعالى: (من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)، و الى قول النبى (ص) فى حقه (ع): (قاضى دينى و منجز موعدى).

و تمام الكلمات: تاويل القرآن، و فيه اشاره الى قوله تعالى: (و تمت كلمت ربك صدقا و عدلا)، و الى قول النبى فى حقه (ع): (اللهم اهد قلبه، و ثبت لسانه).

و خلاصه هذا، انه اقسم بالله انه قد علم، او علم،- على اختلاف الروايتين اداء الشرائع الى المكلفين، و الحكم بينهم بما انزله الله و علم مواعيد رسول الله التى وعد بها فمنها ما هو وعد لواحد من الناس بامر نحو ان يقول له: ساعطيك كذا، و منها ما هو وعد بامر يحدث، كاخبار الملاحم و الامور المتجدده.

و علم تمام كلمات الله تعالى، اى تاويلها و بيانها الذى يتم به، لان فى كلامه- تعالى- المجمل الذى لايستغنى عن متمم و مبين يوضحه.

ثم كشف الغطاء و اوضح المراد فقال: (و عندنا- اهل البيت- ابواب الحكم)، يعنى الشرعيات و الفتاوى.

و ضياء الامر يعنى العقليات و العقائد، و هذا مقام عظيم لايجسر احد من المخلوقين ان يدعيه سواه (ع)، و لو اقدم احد على ادعائه غيره لكذب و كذبه الناس.

و (اهل البيت) منصوب على الاختصاص.

و سبله قاصده، اى قريبه سهله، و يقال: بيننا و بين الماء ليله قاصده و رافهه، اى هينه المسير لاتعب و لا بطء.

و تبلى فيه السرائر، اى تختبر.

ثم قال: من لاينفعه لبه الحاضر و عقله الموجود فهو بعدم الانتفاع بما هو غير حاضر و لا موجود من العقل عنده اولى و احرى، اى من لم يكن له من نفسه و من ذاته وازع و زاجر عن القبيح، فبعيد ان ينزجر، و ان يرتدع بعقل غيره و موعظه غيره له كما قيل: و زاجر من النفس خير من عتاب العواذل.

ثم ذكر النار فحذر منها.

و قوله: (حليتها حديد)، يعنى القيود و الاغلال.

ثم ذكر ان الذكر الطيب- يخلفه الانسان بين الناس- خير له من مال يجمعه و يورثه من لايحمده، و جاء فى الاثر ان اميرالمومنين (ع) جاء مخبر فاخبره ان مالا له قد انفجرت فيه عين خراره، يبشره بذلك، فقال: بشر الوارث، بشر الوارث، يكررها، ثم وقف ذلك المال على الفقراء، و كتب به كتابا فى تلك الساعه.