شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 373
نمايش فراداده

خطبه 141-درباره نهى از غيبت

الشرح:

هذا الكلام هو نهى عن التسرع الى التصديق بما يقال من العيب و القدح فى حق الانسان المستور الظاهر، المشتهر بالصلاح و الخير، و هو خلاصه قوله سبحانه: (ان جائكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

ثم ضرب (ع) لذلك مثلا، فقال: قد يرمى الرامى فلا يصيب الغرض، و كذلك قد يطعن الطاعن فلا يكون طعنه صحيحا، و ربما كان لغرض فاسد او سمعه ممن له غرض فاسدا، كالعدو و الحسود، و قد يشتبه الامر فيظن المعروف منكرا، فيعجل الانسان بقول لايتحققه، كمن يرى غلام زيد يحمل فى اناء مستور مغطى خلا، فيظنه خمرا.

قال (ع): (و يحيل الكلام)، اى يكون باطلا، احال الرجل، فى منطقه، اذا تكلم الذى لا حقيقه له، و من الناس من يرويه: (و يحيك الكلام) بالكاف، من قولك: ما حاك فيه السيف، و يجوز (احاك) بالهمزه، اى ما اثر، يعنى ان القول يوثر فى العرض و ان كان باطلا، و الروايه الاولى اشهر و اظهر.

و يبور: يفسد.

و قوله: (و باطل ذلك يبور)، مثل قولهم: للباطل جوله، و للحق دوله، و هذا من قوله تعالى: (و قل جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا).

و الاصبع مونثه، و لذلك، قال: (اربع اصابع) فحذف الهاء.

فان قلت: كيف يقول (ع): الباطل ما يسمع و الحق ما يرى، و اكثر المعلومات انما هى من طريق السماع، كعلمنا الان بنبوه محمد(ص) بما بلغنا من معجزاته التى لم نرها، و انما سمعناها! قلت: ليس كلامه فى المتواتر من الاخبار، و انما كلامه فى الاقوال الشاذه الوارده من طريق الاحاد، التى تتضمن القدح فيمن قد غلبت نزاهته، فلا يجوز العدول عن المعلوم بالمشكوك.