شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 42
نمايش فراداده

خطبه 012-پس از پيروزى بر اصحاب جمل

الشرح:

يرعف بهم الزمان: يوجدهم و يخرجهم، كما يرعف الانسان بالدم الذى يخرجه من انفه، قال الشاعر: و ما رعف الزمان بمثل عمرو و لا تلد النساء له ضريبا و المعنى ماخوذ من قول النبى (ص) لعثمان- و لم يكن شهد بدرا، تخلف على رقيه ابنه رسول الله (ص) لما مرضت مرض موتها-: (لقد كنت شاهدا و ان كنت غائبا، لك اجرك و سهمك).

(من اخبار يوم الجمل) قال الكلبى: قلت لابى صالح: كيف لم يضع على (ع) السيف فى اهل البصره يوم الجمل بعد ظفره؟ قال: سار فيهم بالصفح و المن الذى سار به رسول الله (ص) فى اهل مكه يوم الفتح، فانه اراد ان يستعرضهم بالسيف، ثم من عليهم، و كان يحب ان يهديهم الله.

قال فطر بن خليفه: ما دخلت دار الوليد بالكوفه التى فيها القصارون الا و ذكرت باصواتهم وقع السيوف يوم الجمل.

حرب بن جيهان الجعفى: لقد رايت الرماح يوم الجمل قد اشرعها الرجال بعضهم فى صدر بعض، كانها آجام القصب، لو شاءت الرجال ان تمشى عليها لمشت، و لقد صدقونا القتال حتى ما ظننت ان ينهزموا، و ما رايت يوما قط اشبه بيوم الجمل من يوم جلولاء الوقيعه.

الاصبغ بن نباته: لما انهزم اهل البصره ركب على (ع) بغله رسول الله (ص) الشهباء، و كانت باقيه عنده، و سار فى القتلى يستعرضهم، فمر بكعب بن سور القاضى، قاضى البصره، و هو قتيل، فقال: اجلسوه، فاجلس، فقال له: ويلمك كعب بن سور! لقد كان لك علم لو نفعك! و لكن الشيطان اضلك فازلك، فعجلك الى النار، ارسلوه.

ثم مر بطلحه بن عبيدالله قتيلا، فقال: اجلسوه، فاجلس- قال ابومخنف فى كتابه: فقال: ويلمك طلحه! لقد كان لك قدم لو نفعك! و لكن الشيطان اضلك فازلك فعجلك الى النار.

و اما اصحابنا فيروون غير ذلك، يروون انه (ع) قال له لما اجلسوه: اعزز على ابامحمد ان اراك معفرا تحت نجوم السماء و فى بطن هذا الوادى! ابعد جهادك فى الله، و ذبك عن رسول الله (ص)! فجاء اليه انسان فقال: اشهد يا اميرالمومنين، لقد مررت عليه بعد ان اصابه السهم و هو صريع، فصاح بى، فقال: من اصحاب من انت؟ فقلت: من اصحاب اميرالمومنين (ع)، فقال: امدد يدك لابايع لاميرالمومنين (ع)، فمددت اليه يدى فبايعنى لك.

فقال على (ع): ابى الله ان يدخل طلحه الجنه الا و بيعتى فى عنقه.

ثم مر بعبدالله بن خلف الخزاعى، و كان (ع) قتله بيده مبارزه، و كان رئيس اهل البصره، فقال: اجلسوه، فاجلس، فقال: الويل لك يا بن خلف! لقد عانيت امرا عظيما.

و قال شيخنا ابوعثمان الجاحظ: و مر (ع) بعبدالرحمن بن عتاب ب ن اسيد، فقال: اجلسوه، فاجلس، فقال: هذا يعسوب قريش، هذا اللباب المحض من بنى عبدمناف.

ثم قال: شفيت نفسى، و قتلت معشرى، الى الله اشكو عجرى و بجرى! قتلت الصناديد من بنى عبدمناف، و افلتنى الاعيار من بنى جمح.

فقال له قائل: لشد ما اطريت هذا الفتى منذ اليوم يا اميرالمومنين! قال: انه قام عنى و عنه نسوه لم يقمن عنك.

قال ابوالاسود الدولى: لما ظهر على (ع) يوم الجمل، دخل بيت المال بالبصره فى ناس من المهاجرين و الانصار و انا معهم، فلما راى كثره ما فيه، قال: غرى غيرى... مرارا.

ثم نظر الى المال، و صعد فيه بصره و صوب، و قال: اقسموه بين اصحابى خمسمائه خمسمائه، فقسم بينهم، فلا و الذى بعث محمدا بالحق ما نقص درهما و لا زاد درهما، كانه كان يعرف مبلغه و مقداره، و كان سته آلاف الف درهم، و الناس اثنا عشر الفا.

حبه العرنى، قسم على (ع) بيت مال البصره على اصحابه خمسمائه خمسمائه، و اخذ خمسمائه درهم كواحد منهم، فجاءه انسان لم يحضر الوقعه، فقال: يا اميرالمومنين، كنت شاهدا معك بقلبى، و ان غاب عنك جسمى، فاعطنى من الفى ء شيئا.

فدفع اليه الذى اخذه لنفسه و هو خمسمائه درهم، و لم يصب من الفى ء شيئا.

اتفقت الرواه كلها على انه (ع) قبض ما وجد فى عس كر الجمل من سلاح و دابه و مملوك و متاع و عروض، فقسمه بين اصحابه، و انهم قالوا له: اقسم بيننا اهل البصره فاجعلهم رقيقا، فقال: لا، فقالوا: فكيف تحل لنا دماءهم و تحرم علينا سبيهم! فقال: كيف يحل لكم ذريه ضعيفه فى دار هجره و اسلام! اما ما اجلب به القوم فى معسكرهم عليكم فهو لكم مغنم، و اما ما وارت الدور و اغلقت عليه الابواب فهو لاهله، و لا نصيب لكم فى شى ء منه، فلما اكثروا عليه قال: فاقرعوا على عائشه، لادفعها الى من تصيبه القرعه.

فقالوا: نستغفر الله يا اميرالمومنين! ثم انصرفوا.