شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 427
نمايش فراداده

خطبه 166-در ابتداى حكومتش

الشرح:

و اصدفوا عن سمت الشر، اى اعرضوا عن طريقه.

تقصدوا، اى تعدلوا، و القصد: العدل.

ثم امر بلزوم الفرائض من العبادات و المحافظه عليها، كالصلاه و الزكاه، و انتصب ذلك على الاغراء.

ثم ذكر ان الحرام غير مجهول للمكلف بل معلوم، و الحلال غير مدخول، اى لا عيب و لا نقص فيه، و ان حرمه المسلم افضل من جميع الحرمات.

و هذا لفظ الخبر النبوى: (حرمه المسلم فوق كل حرمه، دمه و عرضه و ماله).

قال (ع): (و شد بالاخلاص و التوحيد حقوق المسلمين فى معاقدها)، لان الاخلاص و التوحيد داعيان الى المحافظه على حقوق المسلمين صارفان عن انتهاك محارمهم.

قال: (فالمسلم من سلم الناس)، هذا لفظ الخبر النبوى بعينه.

قوله: (و لايحل اذى المسلم الا بما يجب) اى الا بحق، و هو الكلام الاول، و انما اعاده تاكيدا.

ثم امر بمبادره الموت، و سماه الواقعه العامه، لانه يعم الحيوان كله، ثم سماه خاصه احدكم، لانه و ان كان عاما الا ان له مع كل انسان بعينه خصوصيه زائده على ذلك العموم.

قوله: (فان الناس امامكم)، اى قد سبقوكم.

و الساعه تسوقكم من خلفكم.

ثم امر بالتخفف، و هو القناعه من الدنيا باليسير، و ترك الحرص عليها، فان المسافر الخفيف احرى بالنجاه و لحاق اصح ابه و بلوغ المنزل، من الثقيل.

و قوله: (فانما ينتظر باولكم آخركم)، اى انما ينتظر ببعث الموتى المتقدمين ان يموت الاواخر ايضا، فيبعث الكل جميعا فى وقت واحد.

ثم ذكر انهم مسوولون عن كل شى ء حتى عن البقاع: لم استوطنتم هذه، و زهدتم فى هذه؟ و لم اخربتم هذه الدار؟ و عمرتم هذه الدار و حتى عن البهائم، لم ضربتموها؟ لم اجعتموها؟ و روى: (فان الباس امامكم) يعنى الفتنه، و الروايه الاولى اظهر و قد ورد فى الاخبار النبويه (لينتصفن للجماء من القرناء)، و جاء فى الخبر الصحيح: (ان الله تعالى عذب انسانا بهر، حبسه فى بيت و اجاعه حتى هلك).