شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 479
نمايش فراداده

و الصفاح: جمع صفحه الوجه و هى ظاهره، يقول: باطنهم عليل، و ظاهرهم صحيح.

يمشون الخفاء، اى فى الخفاء، ثم حذف الجار فنصب، و كذلك يدبون الضراء، و الضراء: شجر الوادى الملتف، و هذا مثل يضرب لمن يختل صاحبه، يقال: هو يدب له الضراء و يمشى له الخمر، و هو جرف الوادى.

ثم قال: (وصفهم داء، و قولهم شفاء، و فعلهم الداء العلياء)، اى اقوالهم اقوال الزاهدين العابدين، و افعالهم الفاسقين الفاجرين.

و الداء العياء: الذى يعيى الاساه.

ثم قال: (حسده الرخاء) يحسدون على النعم.

(و موكد و البلاء) اذا وقع واحد من الناس فى بلاء اكدوه عليه بالسعايات و النمائم، و اغراء السلطان به، و لقد احسن ابوالطيب فى قوله يذم البشر: و كانا لم يرض فينا بريب الد هر حتى اعانه من اعانا كلما انبت الزمان قناه ركب المرء فى القناه سنانا (و مقنطوا الرجاء)، اى اهل الرجاء، اى يبدلون بشرورهم و اذاهم رجاء الراجى قنوطا.

قوله: (و الى كل قلب شفيع)، يصف خلابه السنتهم و شده ملقهم، فقد استحوذوا على قلوب الناس بالرياء و التصنع.

قوله: (و لكل شجو دموع) الشجو: الحزن، اى يبكون تباكيا و تعملا لاحقا، عند اهل كل حزن و مصاب.

يتقارضون الثناء، اى يثنى زيد على عمرو، ليثنى عمرو عليه فى ذلك المجلس، او يبلغه فيثنى عليه فى مجلس آخر، ماخوذ من القرض.

و يتراقبون الجزاء: يرتقب كل واحد منهم على ثنائه و مدحه لصاحبه جزاء منه.

اما بالمال او بامر آخر، نحو ثناء ينثى عليه، او شفاعه يشفع له، او نحو ذلك.

و الالحاف فى السوال: الاستقصاء فيه، و هو مذموم، قال الله تعالى: (لايسالون الناس الحافا).

قوله: (و ان عذلوا كشفوا) اى اذا عذلك احدهم كشف عيوبك فى ذلك اللوم و العذل، و جبهك بها، و ربما لايستحى ان يذكرها لك بمحضر ممن لاتحب ذكرها بحضرته، و ليسوا كالناصحين على الحقيقه، الذين يعرضون عند العتاب بالذنب تعريضا لطيفا ليقلع الانسان عنه.

و ان حكموا اسرفوا، اذا سالك احدهم ففوضته فى مالك اسرف و لم يقنع بشى ء، و احب الاستئصال.

قد اعدوا لكل حق باطلا، يقيمون الباطل فى معارضه الحق، و الشبهه فى مصادمه الحجه.

و لكل دليل قائم و قول صحيح ثابت، احتجاجا مائلا مضادا لذلك الدليل، و كلاما مضطربا لذلك القول.

و لكل باب مفتاحا، اى السنتهم ذلقه قادره على فتح المغلقات، للطف توصلهم، و ظرف منطقهم.

و لكل ليل مصباحا، اى كل امر مظلم فقد اعدوا له كلاما ينيره و يضيئه، و يجعله كالمصباح الطارد لليل.

و يتوصلون الى مطامعهم باظهار الياس عما فى ايدى الناس، و بالزهد فى الدنيا.

و فى الاثر: شركم من اخذ الدنيا بالدين.

ثم قال: انما فعلوا ذلك ليقيموا به اسواقهم، اى لتنفق سلعتهم.

و الاعلاق: جمع علق، و هو السلعه الثمينه.

يقولون فيشبهون، يوقعون الشبه فى القلوب.

و يصفون ف يموهون، التمويه التزيين، و اصله ان تطلى الحديده بذهب يحسنها.

قد هيئوا الطريق، اى الطريق الباطل قد هيئوها لتسلك بتموياتهم.

و اضلعوا المضيق: امالوه، و جعلوه ضلعا، اى معوجا، اى جعلوا المسلك الضيق وجا بكلامهم و تلبيسهم، فاذا اسلكوه انسانا اعوج لاعوجاجه.

و اللمه: بالتخفيف: الجماعه، و الحمه بالتخفيف ايضا: السم، و كنى عن احراق النار بالحمه للمشابهه فى المضره.

خطبه 186-در ستايش خدا و پيامبر