شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 482
نمايش فراداده

خطبه 187-بعثت پيامبر و تحقير دنيا

الشرح:

يقول: بعث الله سبحانه محمدا (ص) لما لم يبق علم يهتدى به المكلفون، لانه كان زمان الفتره و تبدل المصلحه، و اقتضاء وجوب اللطف عليه سبحانه تجديدا لبعثته، ليعرف المبعوث المكلفين الافعال التى تقربهم من فعل الواجبات العقليه، و تبعدهم عن المقبحات الفعليه.

و المنار الساطع: المرتفع.

سطع الصبح سطوعا: ارتفع.

و دار شخوص: دار رحله شخص عن البلد: رحل عنه.

و الظاعن: المسافر.

و القاطن: المقيم.

و البائن: البعيد.

يقول: ساكن الدنيا ليس بساكن على الحقيقه، بل هو ظاعن فى المعنى و ان كان فى الصوره ساكنا، و المقيم بها مفارق، و ان ظن انه مقيم.

و تميد باهلها: تتحرك و تميل.

و الميدان: حركه و اضطراب.

و تصفقها العواصف: تضربها بشده، ضربا بعد ضرب.

و العواصف: الرياح القويه.

اللجج: جمع لجه، و هى معظم البحر.

الوبق: الهالك، وبق الرجل بالفتح، يبق وبوقا: هلك، و الموبق منه كالموعد (مفعل) من وعد يعد، و منه قوله تعالى: (و جعلنا بينهم موبقا)، و فيه لغه اخرى: وبق الرجل يوبق وبقا، و فيه لغه ثالثه: وبق الرجل، بالكسر يبق بالسكر ايضا، و اوبقه الله، اى اهلكه.

و تحفزه الرياح، تدفعه.

ضرب (ع) لاهل الدنيا مثلا براكبى السفينه فى البحر، و قد مادت بهم، فمنهم الهالك على الفور، و منهم من لايتعجل هلاكه، و تحمله الرياح ساعه او ساعات، ثم ماله الى الهلاك ايضا.

ثم امر (ع) بالعمل وقت الامكان قبل الا يمكن، العمل فكنى عن ذلك بقوله: و الالسن منطلقه، لان المحتضر يعتقل لسانه، و الابدان صحيحه، لان المحتضر سقيم البدن.

و الاعضاء لدنه، اى لينه، اى قبل الشيخوخه و الهرم و يبس الاعضاء و الاعصاب.

و المنقلب فسيح، و المجال عريض، اى ايام الشبيبه و فى الوقت و الاجل مهله، قبل ان يضيق الوقت عليكم.

قبل ارهاق الفوت، اى قبل ان يجعلكم الفوت- و هو فوات الامر و تعذر استدراكه عليكم- مرهقين، و المرهق: الذى ادرك ليقتل، قال الكميت: تندى اكفهم و فى ابياتهم ثقه المجاور و المضاف المرهق قوله: (فحققوا عليكم نزوله، و لاتنتظروا قدومه) اى اعملوا عمل من يشاهد الموت حقيقه، لاعمل من ينتظره انتظارا و يطاول الاوقات مطاوله، فان التسويف داعيه التقصير.