شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 50
نمايش فراداده

خطبه 020-در منع از غفلت

الشرح:

الوهل: الخوف، وهل الرجل يوهل.

و (ما) فى قوله: (ما يطرح) مصدريه، تقديره: (و قريب طرح الحجاب)، يعنى رفعه بالموت.

و هذا الكلام يدل على صحه القول بعذاب القبر، و اصحابنا كلهم يذهبون اليه، و ان شنع عليهم اعداوهم من الاشعريه و غيرهم بجحده.

و ذكر قاضى القضاه رحمه الله تعالى: انه لم يعرف معتزليا نفى عذاب القبر، لا من متقدميهم و لا من متاخريهم، قال: و انما نفاه ضرار بن عمرو، لمخالطته لاصحابنا و اخذه عن شيوخنا، ما نسب قوله اليهم.

و يمكن ان يقول قائل: هذا الكلام لايدل على صحه القول بعذاب القبر، لجواز ان يعنى بمعاينه من قد مات، ما يشاهده المحتضر من الحاله الداله على السعاده او الشقاه، فقد جاء فى الخبر: (لايموت امرو حتى يعلم مصيره، هل هو الى الجنه ام الى النار).

و يمكن ان يعنى به ما يعاينه المحتضر من ملك الموت و هول قدومه.

و يمكن ان يعنى به ما كان (ع) يقوله عن نفسه: انه لايموت ميت حتى يشاهده (ع) حاضرا عنده.

و الشيعه تذهب الى هذا القول و تعتقده، و تروى عنه (ع) شعرا قاله للحارث الاعور الهمدانى: يا حار همدان من يمت يرنى من مومن او منافق قبلا يعرفنى طرفه و اعرفه بعينه و اسمه و ما فعلا اقول للن ار و هى توقد لل عرض ذريه لا تقربى الرجلا ذريه لا تقربيه ان له حبلا بحبل الوصى متصلا و انت يا حار ان تمنى ترنى فلا تخف عثره و لا زللا اسقيك من بارد على ظما تخاله فى الحلاوه العسلا و ليس هذا بمنكر، ان صح انه (ع) قاله عن نفسه، ففى الكتاب العزيز ما يدل على ان اهل الكتاب لايموت منهم ميت حتى يصدق بعيسى بن مريم (ع)، و ذلك قوله: (و ان من اهل الكتاب الا ليومنن به قبل موته و يوم القيامه يكون عليهم شهيدا)، قال كثير من المفسرين: معنى ذلك ان كل ميت من اليهود و غيرهم من اهل الكتب السالفه اذا احتضر راى المسيح عيسى عنده، فيصدق به من لم يكن فى اوقات التكليف مصدقا به.

و شبيه بقوله (ع): (لو عاينتم ما عاين من مات قبلكم) قول ابى حازم لسليمان بن عبدالملك فى كلام يعظه به: ان آباءك ابتزوا هذا الامر من غير مشوره، ثم ماتوا، فلو علمت ما قالوا و ما قيل لهم! فقيل: انه بكى حتى سقط.

خطبه 021-در توجه به قيامت

قال الرضى رحمه الله: اقول: ان هذا الكلام لو وزن بعد كلام الله سبحانه، و بعد كلام رسول الله (ص) بكل كلام لمال به راجحا، و برز عليه سابقا.

فاما قوله (ع): (تخففوا تلحقوا)، فما سمع كلام اقل منه مسموعا و لا اكثر محصولا، و ما ابعد غورها من كلمه! و انقع نطفتها من حكمه! و قد نبهنا فى كتاب "الخصائص" و على عظم قدرها، و شرف جوهرها.