شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 544
نمايش فراداده

خطبه 233-در حمد خدا و لزوم تقوا

الشرح:

الفاشى: الذائع، فشا الخبر يفشو فشوا، اى ذاع، و افشاه غيره.

و تفشى الشى ء، اى اتسع، و الفواشى: كل منتشر من المال مثل الغنم السائمه و الابل و غيرهما، و منه الحديث: (ضموا فواشيكم حتى تذهب فحمه العشاء)، فيجوز ان يكون عنى بفشو حمده اطباق الامم قاطبه على الاعتراف بنعمته، و يجوز ان يريد بالفاشى سبب حمده، و هو النعم التى لا يقدر قدرها، فحذف المضاف.

قوله: (و الغالب جنده)، فيه معنى قوله تعالى: (الا ان حزب الله هم الغالبون).

قوله: (و المتعالى جده) فيه معنى قوله تعالى: (و انه تعالى جد ربنا)، و الجد فى هذا الموضع و فى الايه: العظمه.

و التوام: جمع توئم على فوعل، و هو الولد المقارن اخاه فى بطن واحد، و قد اتامت المراه اذا وضعت اثنين كذلك، فهى متئم، فان كان ذلك عادتها فهى متام، و كل واحد من الولدين توئم، و هما توئمان، و هذا توئم هذا، و هذه توئمته، و الجمع توائم، مثل قشعم و قشاعم، و جاء فى جمعه (توئام) على فعال، و هى اللفظه التى وردت فى هذه الخطبه، و هو جمع غريب لم يات نظيره الا فى مواضع معدوده، و هى غرق العظم يوخذ عنه اللحم و عراق، و شاه ربى للحديثه العهد بالولاده و غنم رباب، و ظئر للمرضعه غير ولدها و ظوار، و رخل للانثى من اولاد الضان و رخال، و فرير لولد البقره الوحشيه، و فرار.

و الالاء، النعم.

قوله (ع): (مبدع الخلائق بعلمه)، ليس يريد ان العلم عله فى الابداع، كما تقول: هوى الحجر بثقله، بل المراد: ابدع الخلق و هو عالم، كما تقول: خرج زيد بسلاحه، اى خرج متسلحا، فموضع الجار و المجرور على هذا نصب بالحاليه، و كذلك القول فى: (و منشئهم بحكمه) و الحكم هاهنا: الحكمه.

و منه قوله (ع): (ان من الشعر لحكمه).

قوله: (بلا اقتداء، و لا تعليم و لا احتذاء) قد تكرر منه (ع) امثاله مرارا.

قوله: (و لا اصابه خطا) تحته معنى لطيف، و ذلك لان المتكلمين يوردون على انفسهم سوالا فى باب كونه عالما بكل معلوم اذا استدلوا على ذلك فانه علم بعض الاشياء لا من طريق اصلا لا، من احساس و لا من نظر و استدلال، فوجب ان يعلم سائرها، لانه لا مخصص، فقالوا لانفسهم: لم زعمتم ذلك؟ و لم لا يجوز ان يكون فعل افعاله مضطربه، فلما ادركها علم كيفيه صنعها بطريق كونه مدركا لها فاحكمها بعد اختلالها و اضطرابها! و اجابوا عن ذلك بانه لا بد ان يكون قبل ان فعلها عالما بمفرداتها من غير احساس، و يكفى ذلك فى كونه عالما بما لم يتطرق اليه، ثم يعود الاستدلال المذكور اولا.

قوله (ع): (و لا حضره ملا)، الملا: الجماعه من الناس و فيه معنى قوله تعالى: (ما اشهدتهم خلق السموات و الارض و لا خلق انفسهم).

قوله: (يضربون فى غمره)، اى يسيرون فى جهل و ضلاله، و الضرب السير السريع.

و الحين: الهلاك.

و الرين: الذنب على الذنب حتى يسود القلب، و قيل: الرين: الطبع و الدنس، يقال.

ران على قلبه ذنبه، يرين رينا، اى دنسه و وسخه، و استغلقت اقفال الرين على قلوبهم: تعسر فتحها.

قوله: (فانها حق الله عليكم، و الموجبه على الله حقكم) يريد انها واجبه عليكم، فان فعلتموها وجب على الله ان يجازيكم عنها بالثواب، و هذا تصريح بمذهب المعتزله فى العدل، و ان من الاشياء ما يجب على الله تعالى من باب الحكمه.

قوله: (و ان تستعينوا عليها بالله، و تستعينوا بها على الله)، يريد: اوصيكم بان تستعينوا بالله على التقوى بان تدعوه و تبتهلوا اليه ان يعينكم عليها، و يوفقكم لها و ييسرها و يقوى دواعيكم الى القيام بها، و اوصيكم ان تستعينوا بالتقوى على لقاء الله و محاكمته و حسابه، فانه تعالى يوم البعث و الحساب كالحاكم بين المتخاصمين: (و ترى كل امه جاثيه كل امه تدعى الى كتابها)، فالسعيد من استعان على ذلك الحساب و تلك الحكومه و الخصومه بالتقوى فى دار التكليف، فانها نعم المعونه (و تزودوا فان خير الزاد التقوى).

و الجنه: ما يستتر به.

قوله: (و مستودعها حافظ)، يعنى الله سبحانه، لانه مستودع الاعمال، و يدل عليه قوله تعالى: (انا لا نضيع اجر من احسن عملا)، و ليس ما قاله الراوندى من انه اراد بالمستودع قلب الانسان بشى ء.

قوله: (لم تبرح عارضه نفسها)، كلام فصيح لطيف، يقول: ان التقوى لم تزل عارضه نفسها على من سلف من القرون، فقبلها القليل منهم، شبهها بالمراه العارضه نفسها نكاحا على قوم، فرغب فيها من رغب، و زهد من زهد، و على الحقيقه ليست هى العارضه نفسها، و لكن المكلفين ممكنون من فعلها و مرغبون فيها، فصارت كالعارضه.

و الغابر هاهنا: الباقى، و هو من الاضداد يستعمل بمعنى الباقى، و بمعنى الماضى.

قوله (ع): (اذا اعاد الله ما ابدى)، يعنى انشر الموتى و اخذ ما اعطى و ورث الارض مالك الملوك فلم يبق فى الوجود من له تصرف فى شى ء غيره، كما قال: (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار).

و قيل فى الاخبار و الحديث: ان الله تعالى يجمع الذهب و الفضه كل ما كان منه فى الدنيا، فيجعله امثال الجبال، ثم يقول: هذا فتنه بنى آدم، ثم يسوقه الى جهنم فيجعله مكاوى لجباه المجرمين.

(و سال عما اسدى)، اى سال ا رباب الثروه عما اسدى اليهم من النعم فيم صرفوها؟ و فيهم انفقوها؟ قوله (ع): (فما اقل من قبلها!)، يعنى ما اقل من قبل التقوى العارضه نفسها على الناس.

و اذا فى قوله: (اذا اعاد الله)، ظرف لحاجتهم اليها، لان المعنى يقتضيه، اى لانهم يحتاجون اليها وقت اعاده الله الخلق، و ليس كما ظنه الراوندى انه ظرف لقوله: (فما اقل من قبلها)، لان المعنى على ما قلناه، و لان ما بعد الفاء لا يجوز ان يكون عاملا فيما قبلها.

قوله: (فاهطعوا باسماعكم)، اى اسرعوا، اهطع فى عدوه اى اسرع.

و يروى: (فانقطعوا باسماعكم اليها)، اى فانقطعوا اليها مصغين باسماعكم.

قوله: (و الظوا بجدكم)، اى الحوا، و الالظاظ: الالحاح فى الامر، و منه قول ابن ابن مسعود: الظوا فى الدعاء بيا ذا الجلال و الاكرام، و منه الملاظه فى الحرب، و يقال: رجل ملظ و ملظاظ، اى ملحاح، و الظ المطر، اى دام.

و قوله: (بجدكم) اى باجتهادكم، جددت فى الامر جدا بالغت و اجتهدت، و يروى: (و اكضوا بحدكم) و المواكظه: المداومه على الامر.

و قال مجاهد فى قوله تعالى: (الا ما دمت عليه قائما) قال اى مواكظا.

قوله: (و اشعروا بها قلوبكم)، يجوز ان يريد: اجعلوها شعارا لقلوبكم، و هو ما دون الدثار و الصق بالجسد منه، و يجوز ان يريد: اجعلوها علامه يعرف بها القلب التقى من القلب المذنب كالشعار فى الحرب يعرف به قوم من قوم، و يجوز ان يريد اخرجوا قلوبكم بها من اشعار البدن، اى طهروا القلوب بها، و صفوها من دنس الذنوب، كما يصفى البدن بالفصاد من غلبه الدم الفاسد، و يجوز ان يريد الاشعار بمعنى الاعلام، من اشعرت زيدا بكذا، اى عرفته اياه، اى اجعلوها عالمه بجلاله موقعها و شرف محلها.

قوله: (و ارحضوا بها) اى اغسلوا، و ثوب رحيض و مرحوض، اى مغسول.

قال: (و داووا بها الاسقام)، يعنى اسقام الذنوب.

و بادروا بها الحمام: عجلوا و اسبقوا الموت ان يدرككم و انتم غير متقين.

و اعتبروا بمن اضاع التقوى فهلك شقيا، و لا يعتبرن بكم اهل التقوى، اى لاتكونوا انتم لهم معتبرا بشقاوتكم و سعادتهم.

ثم قال: و صونوا التقوى عن ان تمازجها المعاصى، و تصونوا انتم بها عن الدنائه و ما ينافى العداله.

و النزه: جمع نزيه، و هو المتباعد عما يوجب الذم.

و الولاه: جمع واله، و هو المشتاق ذو الوجد حتى يكاد يذهب عقله.

ثم شرع فى ذكر الدنيا، فقال: (لا تشيموا بارقها)، الشيم: النظر الى البرق انتظارا للمطر.

و لا تسمعوا ناطقها: لا تصغوا اليها سامعين، و لا تجيبوا مناديها.

و الاعلاق: جمع علق و هو الشى ء النفيس.

و برق خالب و خلب: لا مطر فيه.

و اموالها محروبه، اى مسلوبه.

قوله (ع): (الا و هى المتصديه العنون)، شبهها بالمراه المومس تتصدى للرجال تريد الفجور.

و تتصدى لهم تتعرض.

و العنون: المتعرضه ايضا، عن لى كذا اى عرض.

ثم قال: (و الجامحه الحرون) شبهها بالدابه ذات الجماح، و هى التى لا يستطاع ركوبها لانها تعثر بفارسها و تغلبه، و جعلها مع ذلك حرونا و هى التى لا تنقاد.

ثم قال: (و المائنه الخئون)، مان، اى كذب، شبهها بامراه كاذبه خائنه.

و الجحود الكنود، جحد الشى ء انكره، و كند النعمه: كفرها، جعلها كامراه تجحد الصنيعه و لا تعترف بها و تكفر النعمه.

و يجوز ان يكون الجحود من قولك رجل جحد و جحد، اى قليل الخير، و عام جحد، اى قليل المطر، و قد جحد النبت، اذا لم يطل.

قال: (و العنود: الصدود)، العنود: الناقه تعدل عن مرعى الابل و ترعى ناحيه، و الصدود: المعرضه، صد عنه، اى اعرض شبهها، فى انحرافها و ميلها عن القصد بتلك.

قال: (و الحيود الميود)، حادث الناقله عن كذا تحيد فهى حيود، اذا مالت عنه.

و مادت تميد فهى ميود، اى مالت، فان كانت عادتها ذلك سميت الحيود الميود فى كل حال.

قال: (حالها انتقال)، يجوز ان يعنى به ان شيمتها و سج يتها الانتقال و التغير، و يجوز ان يريد به معنى ادق و هو ان الزمان على ثلاثه اقسام: ماض، و حاضر، و مستقبل، فالماضى و المستقبل لا وجود لهما الان، و انما الموجود ابدا هو الحاضر، فلما اراد المبالغه فى وصف الدنيا بالتغير و الزوال قال: (حالها انتقال)، اى ان الان الذى يحكم العقلاء عليه بالحضور منها ليس بحاضر على الحقيقه، بل هو سيال متغير، فلا ثبوت اذا لشى ء منها مطلقا.

و يروى: (و حالها افتعال)، اى كذب و زور، و هى روايه شاذه.

قال: (و وطاتها زلزال)، الوطاه كالضغطه، و منه قوله(ص): (اللهم اشدد وطاتك على مضر)، و اصلها موضع القدم.

و الزلزال: الشده العظيمه، و الجمع زلازل.

و قال الراوندى فى شرحه: يريد ان سكونها حركه، من قولك: وطو الشى ء، اى صار وطيئا ذا حال لينه، و موضع وطى ء، اى وثير، و هذا خطا، لان المصدر من ذلك وطائه بالمد، و هاهنا وطاه ساكن الطاء، فاين احدهما من الاخر! قال: (و علوها سفل)، يجوز ضم اولهما و كسره.

قال: (دار حرب) الاحسن فى صناعه البديع ان تكون الراء هاهنا ساكنه ليوازى السكون هاء (نهب) و من فتح الراء، اراد السلب، حربته اى سلبت ماله.

قال: (اهلها على ساق و سياق) يقال: قامت الحرب على ساق، اى على شده و منه قوله سبحانه: (يوم يكشف عن ساق) و السياق: نزع الروح، يقال: رايت فلانا يسوق، اى ينزع عند الموت، او يكون مصدر ساق الماشيه سوقا و سياقا.

و قال الراوندى فى شرحه: يريد ان بعض اهلها فى اثر بعض كقولهم: ولدت فلانه ثلاثه بنين على ساق، و ليس ما قاله بشى ء، لانهم يقولون ذلك للمراه اذا لم يكن بين البنين انثى، و لايقال ذلك فى مطلع التتابع: اين كان.

قال (ع): (و لحاق و فراق)، اللام مفتوحه، مصدر لحق به، و هذا كقولهم: (الدنيا مولود يولد، و مفقود يفقد).

قال (ع): (قد تحيرت مذاهبها)، اى تحير اهلها فى مذاهبهم، و ليس يعنى بالمذاهب هاهنا الاعتقادات، بل المسالك.

و اعجزت مهاربها: اى اعجزتهم جعلتهم عاجزين، فحذف المفعول.

و اسلمتهم المعاقل: لم تحصنهم.

و لفظتهم، بفتح الفاء: رمت بهم و قذفتهم.

و اعيتهم المحاول، اى المطالب.

ثم وصف احوال الدنيا فقال: (هم فمن ناج معقو)،ر اى مجروح كالهارب من الحرب بحشاشه نفسه، و قد جرح بدنه.

و لحم مجزور، اى قتيل قد صار جزرا للسباع.

و شلو مذبوح: الشلو، العضو من اعضاء الحيوان، المذبوح او الميت.

و فى الحديث: (ائتونى بشلوها الايمن).

و دم مفسوح، اى مسفوك.

و عاض على يديه، اى ندما.

و صافق بكفيه، اى تعسفا او تعجبا.

و مرتفق بخديه: جاعل لهما على مرفقيه فكرا و هما.

و زار على رايه، اى عائب، اى يرى الواحد منهم رايا و يرجع عنه و يعيبه، و هو البداء الذى يذكره المتكلمون.

ثم فسره بقوله: (و راجع عن عزمه).

فان قلت: فهل يمكن ان يفرق بينهما، ليكون الكلام اكثر فائده؟ قلت: نعم، بان يريد بالاول من راى رايا و كشفه لغيره، و جامعه عليه ثم بدا له و عابه، و يريد بالثانى من عزم نفسه عزما و لم يظهر لغيره ثم رجع عنه، و يمكن ايضا بان يفرق بينهما بان يعنى بالراى الاعتقاد، كما يقال: هذا راى ابى حنيفه، و العزم امر مفرد خارج عن ذلك، و هو ما يعزم عليه الانسان من امور نفسه، و لايقال: عزم فى الاعتقادات.

ثم قال (ع): (و قد ادبرت الحيله) اى ولت، و اقبلت الغيله، اى الشر، و منه قولهم: فلان قليل الغائله.

او يكون بمعنى الاغتيال، يقال: قتله غيله، اى خديعه.

يذهب به الى مكان يوهمه انه لحاجه ثم يقتله.

قال (ع): (و لات حين مناص)، هذه من الفاظ الكتاب العزيز، قال الاخفش: شبهوا (لات) بليس، و اضمروا فيها اسم الفاعل، قال: و لاتكون (لات) الا مع (حين)، و قد جاء حذف (حين) فى الشعر، و منه المثل: (حنت و لات هنت)، اى و لات حين حنت، و الهاء بدل من الحاء، فحذف الحين و هو يريده.

قال: و قرا بعضهم (و لات حين مناص) بالرفع، و اضمر الخبر.

و قال ابوعبيد: هى لا، و التاء انما زيدت فى (حين)، لا فى (لا)، و ان كتبت مفرده، و الاصل (تحين) كما قال فى (الان) (تلان).

فزادوا التاء، و انشد لابى وجزه: العاطفون تحين ما من عاطف و المطعمون زمان اين المطعم و قال المورج: زيدت التاء فى (لات) كما زيدت فى (ربت) و (ثمت).

و المناص: المهرب، ناص عن قرنه ينوص نوصا و مناصا، اى ليس هذا وقت الهرب و الفرار.

و يكون المناص ايضا بمعنى الملجا و المفزع، اى ليس هذا حين تجد مفزعا و معقلا تعتصم به.

هيهات: اسم للفعل و معناه بعد، يقال هيهات زيد فهو مبتدا و خبر، و المعنى يعطى الفعليه، و التاء فى (هيهات) مفتوحه مثل كيف، و اصلها هاء، و ناس يكسرونها على كل حال بمنزله نون التثنيه، و قال الراجز: هيهات من مصبحها هيهات هيهات حجر من صنيعات و قد تبدل الهاء همزه، فيقال (ايهات) مثل هراق و اراق، قال: ايهات منك د الحياه ايهاتا.

قال الكسائى: فمن كسر التاء وقف عليها بالهاء، فقال: (هيهاه)، و من فتحها وقف ان شاء بالتاء و ان شاء بالهاء.

قوله (ع): (و مضت الدنيا لحال بالها)، كلمه تقال فيما انقضى و فرط امره، و معناها مضى بما فيه ان كان خيرا، و ان كان شرا.

قوله (ع): (فما بكت عليهم السماء)، هو من كلام الله تعالى، و المراد اهل السماء و هم الملائكه و اهل الارض و هم البشر، و المعنى انهم لايستحقون ان يتاسف عليهم، و قيل: اراد المبالغه فى تحقير شانهم، لان العرب كانت تقول فى العظيم القدر يموت: بكته السماء، و بكته النجوم، قال الشاعر: فالشمس طالعه ليست بكاسفه تبكى عليك نجوم الليل و القمرا فنفى عنهم ذلك، و قال: ليسوا من يقال فيه مثل هذا القول، و تاولها ابن عباس رضى الله عنه لما قيل له: اتبكى السماء و الارض على احد؟ فقال: نعم يبكيه مصلاه فى الارض و مصعد عمله فى السماء، فيكون نفى البكاء عنهما كنايه عن انه لم يكن لهم فى الارض عمل صالح يرفع منهما الى السماء.