شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 598
نمايش فراداده

حکمت 315

الشرح:

يقال: بوسى لزيد و بوسا (بالتنوين) لزيد، فبوسى نظيره نعمى، و بوسا نظيره نعمه، ينتصب على المصدر.

و هذا الكلام رد على المجبره، و تصريح بان النفس الاماره بالسوء هى الفاعله.

و الاظهار: مصدر، اظهرته على زيد، اى جعلته ظاهرا عليه غالبا له، اى وعدتهم الانتصار و الظفر.

حکمت 316

الشرح:

اذا كان الشاهد هو الحاكم استغنى عمن يشهد عنده، فالانسان اذن جدير ان يتقى الله حق تقاته، لانه تعالى الحاكم فيه و هو الشاهد عليه.

حکمت 317

الشرح:

قد تقدم ذكر مقتل محمد بن ابى بكر رضى الله عنه.

و قال (ع): ان حزننا به فى العظم على قدر فرحهم به، و لكن وقع التفاوت بيننا و بينهم من وجه آخر، و هو انا نقصنا حبيبا الينا، و اما هم فنقصوا بغيضا اليهم.

فان قلت: كيف نقصوا، و معلوم ان اهل الشام ما نقصوا بقتل محمد شيئا لانه ليس فى عددهم.

قلت: لما كان اهل الشام يعدون فى كل وقت اعدائهم و بغضائهم من اهل العراق، و صار ذلك العدد معلوما عندهم محصور الكميه، نقصوا بقتل محمد من ذلك العدد واحدا، فان النقص ليس من عدد اصحابهم، بل من عدد اعدائهم الذين كانوا يتربصون بهم الدوائر، و يتمنون لهم الخطوب و الاحداث، كانه يقول: استراحوا من واحد من جمله جماعه كانوا ينتظرون موتهم.

حکمت 318

الشرح:

اعذر الله فيه، اى سوغ لابن آدم ان يعتذر، يعنى ان ما قبل الستين هى ايام الصبا و الشبيبه و الكهوله، و قد يمكن ان يعذر الانسان فيه على اتباع هوى النفس لغلبه الشهوه و شره الحداثه، فاذا تجاوز الستين دخل فى سن الشيخوخه، و ذهبت عنه غلواء شرته، فلا عذر له فى الجهل.

و قد قالت الشعراء نحو هذا المعنى فى دون هذه السن التى عينها (ع).

و قال بعضهم: اذا ما المرء قصر ثم مرت عليه الاربعون عن الرجال و لم يلحق بصالحهم فدعه فليس بلاحق اخرى الليالى

حکمت 319

الشرح:

قد قال (ع) نحو هذا، و ذكرناه فى هذا الكتاب: من قصر فى الخصومه ظلم و من بالغ فيها اثم.

حکمت 320

الشرح:

قد تقدم القول فى الصدقه و فضلها و ما جاء فيها.

و قد ورد فى الاخبار الصحيحه ان اباذر قال: انتهيت الى رسول الله (ص) و هو جالس فى ظل الكعبه، فلما رآنى قال: هم الاخسرون و رب الكعبه! فقلت: من هم؟ قال: هم الاكثرون اموالا، الا من قال هكذا و هكذا من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله، و قليل ما هم، ما من صاحب ابل و لا بقر و لا غنم لا يودى زكاتها الا جائت يوم القيامه اعظم ما كانت و اسمنه، تنطحه بقرونها، و تطاه باظلافها، كلما نفدت اخراها عادت عليه اولاها حتى يقضى الله بين الناس...

حکمت 321

الشرح:

روى (خير من الصدق)، و المعنى: لاتفعل شيئا تعتذر عنه و ان كنت صادقا فى العذر، فالا تفعل خير لك و اعز لك من ان تفعل ثم تعتذر و ان كنت صادقا.

و من حكم ابن المعتز: لايقوم عز الغضب بذل الاعتذار.

و كان يقال: اياك ان تقوم فى مقام معذره، فرب عذر اسجل بذنب صاحبه.

اعتذر رجل الى يحيى بن خالد، فقال له: ذنبك يستغيث من عذرك.

و من كلامهم: ما رايت عذرا اشبه بذنب من هذا.

و من كلامهم: اضربه على ذنبه مائه، و اضربه على عذره مائتين.

قال شاعرهم: اذا كان وجه العذر ليس بواضح فان اطراح العذر خير من العذر كان النخعى يكره ان يعتذر اليه و يقول: اسكت معذورا، فان المعاذير يحضرها الكذب.

حکمت 322

الشرح:

لا شبهه ان من القبيح الفاحش ان ينعم الملك على بعض رعيته بمال و عبيد و سلاح، فيجعل ذلك المال ماده لعصيانه و الخروج عليه، ثم يحاربه باولئك العبيد، و بذلك السلاح بعينه.

و ما احسن ما قال الصابى فى رسالته الى سبكتكين من عز الدوله بختيار: و ليت شعرى باى قدم تواقفنا و راياتنا خافقه على راسك، و مماليكنا عن يمينك و شمالك، و خيلنا موسومه باسمائنا تحتك، و ثيابنا محوكه فى طرازنا على جسدك، و سلاحنا المشحوذ لاعدائنا فى يدك!

حکمت 323

الشرح:

الاكياس: العقلاء اولوالالباب.

قال (ع): جعل الله طاعته غنيمه هولاء، اذا فرط فيها العجزه المخذلون من الناس، كصيد استذف لرجلين: احدهما جلد و الاخر عاجز، فقعد عنه العاجز لعجزه و حرمانه، و اقتنصه الجلد لشهامته و قوه جده.

حکمت 324

الشرح:

الوازع عن الشى ء: الكاف عنه، و المانع منه، و الجمع وزعه، مثل قاتل و قتله.

و قد قيل هذا المعنى كثيرا، قالوا: لا بد للناس من وزعه.

و قيل: ما يزع الله عن الدين بالسلطان اكثر مما يزع عنه بالقرآن.

و تنسب هذه اللفظه الى عثمان بن عفان.

قال الشاعر: لايصلح الناس فوضى لا سراه لهم و لا سراه اذا جهالهم سادوا و كان يقال: السلطان القاهر و ان كان ظالما خير للرعيه و للملك من السلطان الضعيف و ان كان عادلا.

و قال الله سبحانه: (و لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض).

قالوا فى تفسيره: اراد السلطان.