يقال: بوسى لزيد و بوسا (بالتنوين) لزيد، فبوسى نظيره نعمى، و بوسا نظيره نعمه، ينتصب على المصدر.
و هذا الكلام رد على المجبره، و تصريح بان النفس الاماره بالسوء هى الفاعله.
و الاظهار: مصدر، اظهرته على زيد، اى جعلته ظاهرا عليه غالبا له، اى وعدتهم الانتصار و الظفر.
اذا كان الشاهد هو الحاكم استغنى عمن يشهد عنده، فالانسان اذن جدير ان يتقى الله حق تقاته، لانه تعالى الحاكم فيه و هو الشاهد عليه.
قد تقدم ذكر مقتل محمد بن ابى بكر رضى الله عنه.
و قال (ع): ان حزننا به فى العظم على قدر فرحهم به، و لكن وقع التفاوت بيننا و بينهم من وجه آخر، و هو انا نقصنا حبيبا الينا، و اما هم فنقصوا بغيضا اليهم.
فان قلت: كيف نقصوا، و معلوم ان اهل الشام ما نقصوا بقتل محمد شيئا لانه ليس فى عددهم.
قلت: لما كان اهل الشام يعدون فى كل وقت اعدائهم و بغضائهم من اهل العراق، و صار ذلك العدد معلوما عندهم محصور الكميه، نقصوا بقتل محمد من ذلك العدد واحدا، فان النقص ليس من عدد اصحابهم، بل من عدد اعدائهم الذين كانوا يتربصون بهم الدوائر، و يتمنون لهم الخطوب و الاحداث، كانه يقول: استراحوا من واحد من جمله جماعه كانوا ينتظرون موتهم.
اعذر الله فيه، اى سوغ لابن آدم ان يعتذر، يعنى ان ما قبل الستين هى ايام الصبا و الشبيبه و الكهوله، و قد يمكن ان يعذر الانسان فيه على اتباع هوى النفس لغلبه الشهوه و شره الحداثه، فاذا تجاوز الستين دخل فى سن الشيخوخه، و ذهبت عنه غلواء شرته، فلا عذر له فى الجهل.
و قد قالت الشعراء نحو هذا المعنى فى دون هذه السن التى عينها (ع).
و قال بعضهم: اذا ما المرء قصر ثم مرت عليه الاربعون عن الرجال و لم يلحق بصالحهم فدعه فليس بلاحق اخرى الليالى
قد قال (ع) نحو هذا، و ذكرناه فى هذا الكتاب: من قصر فى الخصومه ظلم و من بالغ فيها اثم.
قد تقدم القول فى الصدقه و فضلها و ما جاء فيها.
و قد ورد فى الاخبار الصحيحه ان اباذر قال: انتهيت الى رسول الله (ص) و هو جالس فى ظل الكعبه، فلما رآنى قال: هم الاخسرون و رب الكعبه! فقلت: من هم؟ قال: هم الاكثرون اموالا، الا من قال هكذا و هكذا من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله، و قليل ما هم، ما من صاحب ابل و لا بقر و لا غنم لا يودى زكاتها الا جائت يوم القيامه اعظم ما كانت و اسمنه، تنطحه بقرونها، و تطاه باظلافها، كلما نفدت اخراها عادت عليه اولاها حتى يقضى الله بين الناس...
روى (خير من الصدق)، و المعنى: لاتفعل شيئا تعتذر عنه و ان كنت صادقا فى العذر، فالا تفعل خير لك و اعز لك من ان تفعل ثم تعتذر و ان كنت صادقا.
و من حكم ابن المعتز: لايقوم عز الغضب بذل الاعتذار.
و كان يقال: اياك ان تقوم فى مقام معذره، فرب عذر اسجل بذنب صاحبه.
اعتذر رجل الى يحيى بن خالد، فقال له: ذنبك يستغيث من عذرك.
و من كلامهم: ما رايت عذرا اشبه بذنب من هذا.
و من كلامهم: اضربه على ذنبه مائه، و اضربه على عذره مائتين.
قال شاعرهم: اذا كان وجه العذر ليس بواضح فان اطراح العذر خير من العذر كان النخعى يكره ان يعتذر اليه و يقول: اسكت معذورا، فان المعاذير يحضرها الكذب.
لا شبهه ان من القبيح الفاحش ان ينعم الملك على بعض رعيته بمال و عبيد و سلاح، فيجعل ذلك المال ماده لعصيانه و الخروج عليه، ثم يحاربه باولئك العبيد، و بذلك السلاح بعينه.
و ما احسن ما قال الصابى فى رسالته الى سبكتكين من عز الدوله بختيار: و ليت شعرى باى قدم تواقفنا و راياتنا خافقه على راسك، و مماليكنا عن يمينك و شمالك، و خيلنا موسومه باسمائنا تحتك، و ثيابنا محوكه فى طرازنا على جسدك، و سلاحنا المشحوذ لاعدائنا فى يدك!
الاكياس: العقلاء اولوالالباب.
قال (ع): جعل الله طاعته غنيمه هولاء، اذا فرط فيها العجزه المخذلون من الناس، كصيد استذف لرجلين: احدهما جلد و الاخر عاجز، فقعد عنه العاجز لعجزه و حرمانه، و اقتنصه الجلد لشهامته و قوه جده.
الوازع عن الشى ء: الكاف عنه، و المانع منه، و الجمع وزعه، مثل قاتل و قتله.
و قد قيل هذا المعنى كثيرا، قالوا: لا بد للناس من وزعه.
و قيل: ما يزع الله عن الدين بالسلطان اكثر مما يزع عنه بالقرآن.
و تنسب هذه اللفظه الى عثمان بن عفان.
قال الشاعر: لايصلح الناس فوضى لا سراه لهم و لا سراه اذا جهالهم سادوا و كان يقال: السلطان القاهر و ان كان ظالما خير للرعيه و للملك من السلطان الضعيف و ان كان عادلا.
و قال الله سبحانه: (و لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض).
قالوا فى تفسيره: اراد السلطان.