و اذ قد عرفنا احد عشر منهم، باعيانهم و اشخاصهم كانوا بين اظهر المسلمين، سادة علماء يأتم بهم المسلمون عبر حياتهم المجيدة. و قد تواصلت حياتهم لمدة قرنين و نصفاً.
اذن بقى علينا ان نعرف الامام الثانى عشر، الذى هو آخر الائمة الاثنى عشر.
و ليس سوى المهدى المنتظر (عج) ، و لابدّ أن تستمر إمامته منذ فارق الإمام الحادى عشر الحياة، و هو سنة (260 هـ) الى ما بقى من الزمان.
«اذ لا تخلو الأرض من حجّة» .
و قد صرّح النبى الكريم، بان الائمة اثنا عشر، فلابد من طول امامة الامام الثانى عشر. و قد قال (صلى الله عليه وآله): «بنا فتح الله دينه و بنايختم» .
اخرج ابونعيم و غيره من الحفاظ باسنادهم الى الامام اميرالمؤمنين (عليه السلام) قال: قلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أمنّا المهدىّ أم من غيرنا؟ فقال (صلى الله عليه وآله): «بل منّا، يختم الله به الدين، كما فتحه بنا» (1) وقد ولد : عام 255، و هو حى لايزال فى ستار الغيب.
فقد تحصّل من مقدمات ثلاث:
الاولى: أنّ الأئمة من عترة النبى (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر اماماً الثانية: أنّ امامتهم متواصلة، حسب ظاهر التعبير الثالثة: أنّ البدء بالنبى (صلى الله عليه وآله) و الختم بالمهدى (عج) تحصّل من هذه المقدمات الثلاث، انه لابدّ من وجود الامام الثانى عشر حين وفاة الامام الحادى عشر، و لابدّ من بقائه و استمرار وجوده عبر الزمان، لئلا تبقى الأرض بلاحجة.
إذن فوجوده فى هذا الزمان، و بقاؤه مع طول العهد مما دلّت عليه الاثار النبويّة، و اقتضته ضرورة الدين.
1- عقد الدرر فى اخبار المنتظر للمقدس الشافعى، ص 25.