المشاركة، قال تعالى: قل هذه سبيلى ادعوا الى الله على بصيرة انا و من اتبعنى (1) اخبر بذلك عن نبيّه (صلى الله عليه وآله).
فالمهدى ممّن اتبعه، و هو (صلى الله عليه وآله) لا يُخطئ فى دعائه، فمتّبعه لا يُخطئ، فانه يقفو اثره، كما قال (صلى الله عليه وآله) : يقفو اثرى لا يُخطئ. و هذه هى العصمة فى الدعاء الى الله. (2) قال: المهدى رحمة، كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحمة. قال تعالى: و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين . ـ الانبياء: 21/
107- (3) قال: و انه (صلى الله عليه وآله) ما نصّ على امام من أئمة الدين يكون بعده و يقفو اثره لا يخطئ، إلاّ المهدى خاصّة، فقد شهد بعصمته فى احكامه، كما شهد الدليل العقلى بعصمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يبلّغه عن ربّه.(4) و روى الصدوق فى اكمال الدين باسناده الى جابر عن الامام ابى جعفر الباقر (عليه السلام) قال:
«إنّ العلم بكتاب الله ـ عزوجل ـ و سنة نبيّه (صلى الله عليه وآله) ينبت فى قلب مهديّنا كما ينبت الزرع عن احسن نباته، فمن بقى منكم حتى يلقاه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا اهل بيت الرحمة و النبوّة و معدن العلم و موضع الرسالة». (5) هنا سؤالان، اعترض بهما المخالفون السؤال الاول: كيف يستطيع الانسان أن يُعمَّر فى هذا الطول من العمر؟ السؤال الثانى: كيف تصّح الامامة الصّبى و هو طفل لم يبلغ اشدّه؟ أما طول العمر: فهو امر ممكن الوقوع، حسبما جاء فى القرآن الكريم بشأن
1- يوسف: 12 / 108. 2- المصدر، ج 3، ص 332. 3- المصدر، ص 337. 4- المصدر، ص 337- 338. 5- بحارالانوار، ج 51، ص 36، رقم 5.