فجاء الجواب: «إنّك لا تُرزق من هذه، وستملك جارية ديلميّة وترزُق منها ولدين فقيهين». (1) و كان ذلك في أوائل سفارة الحسين بن روح بعد موت محمد بن عثمان العَمري(2) أي بعد سنة 305 هـ . و عليه فولادة الشيخ الصدوق كان في حدود 307 هـ وفي ما قبل الخمسين من عمر والده. فلما بلغ اشدّه اربعين سنة طرق صيت فضله الآفاق بما فيها الرّي مدينته فالتمس أهلها منه الهجرة اليهم، فأجاب طلبهم و هاجر اليها.
و انتشرت شهرته حتى بلغت الملك ركن الدين أبا علي الحسن بن بويه الديلمى، فارسل إليه يستدعي حضوره لديه، فحضر عنده، زُهاء عشرة سنين من 342 إلى 352 حيث عزم على السفر إلى خراسان لزيارة مشهد الإمام الرضا (عليه السلام)و ذلك في شهر رجب الحرام.(3) فلما قضى وطره من زيارة الإمام الرضا(عليه السلام)رجع إلى نيشابور(فى شهر شعبان) و قام بها،فوجد أكثر المتردّدين عليه من الشيعة «قد حيّرتهم الغيبة، ودخلت عليهم في أمر القائم (عليه السلام) الشبهة» حتى ورد اليه من بخارا شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة في بلدة قم وهو الشيخ نجم الدين أبوسعيد محمد بن الحسن ابن الصلت القمّي، فبينا هو يحدّثه ذات يوم إِذ ذكر له عن رجل لقيه في بخارا من كبار الفلاسفة والمنطقيين، ذكر عنه كلاماً في القائم (عليه السلام) قد حيّر الشيخ نجم الدين القمّي و شككّه في امره (عليه السلام) لطول غيبته وانقطاع أخباره..
1- الغيبة للطوسي: 308. 2- كمال الدين: 276 ط حجر والغيبة للطوسي : 320 . 3- عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 2 : 279 .