| 504 |
سميت الحلقة العضدية و البتانى بالرقة و ابوالوفاء البوزجانى و ابوحامد الصغانى ببغداد فوجدوا الميل الاعظم اقل من الذى بينا بشى ء يسير .
ثم رصد بعد ذلك ابومحمود الخجندى فى ايام فخرالدولة بالة ابى الفضل بن العميد و شاركه ابوالفضل الهروى و غيره من فضلاء ذلك العصر بحلقة قطرها ثمان اذرع فوجدوا الميل الاعظم اقل من الذى وجدوه بالحلقة العضديه بشى ء يسير ايضا .
ثم رصد بعد ذلك ابومحمود الخجندى فى ايام فخرالدولة بالة لم يستعملها احد الى هذه الغاية سماها السدس الفخرى لانها سدس دائرة نصف النهار قطرها ثمانون ذراعا و الفرق بين هذه الالة و بين غيرها من الالات ان اصحاب الارصاد قد ادركوا بها الميل درجا و دقائق فقط و هذا الشيخ قد ادرك درجا و دقائق و ثوانى حتى ادرك بها ثانية واحدة فوجد الميل الاعظم كحلب ى ا.
ثم رصد الميل الاعظم فى زماننا هذا بمدينة مراغة فوجد ثلاثة و عشرين جزءا و نصف جزء .
و لما كان اكثر الميل الكلى على ما ذكرنا ذهب بعضهم الى ان هذا
الاختلاف و ان كان ليس يوجد على ترتيب و نظام اذا قيست مدد ما بين الارصاد بعضها الى بعض يمتنع ان يكون بسبب الالة اذ لو كان من جهتها لوجب ان يكون وجود هذا الميل مرة زائدا و اخرى ناقصا فلما وجدوه على النقصان دل على ان الاختلاف من جهة اخرى و هو ان اعظم ميل فلك البروج عن معدل النهار غير ثابت حتى ذكر الشيخ فى تلخيص المجسطى من كتاب الشفاء : يشبه ان يكون ما قاله بعضهم حقا و هو ان من شأن كرة الثوابت التى لها الميل ان يقل ميلها و ان يكثر فيعرض من ذلك اختلاف الميل و ظهور سرعة حركة الثوابت بعد بطوء .
و هذا انما يمكن اذا كان بين كرة الكل و كرة الثوابت كرة اخرى تدور قطباها حول قطبى حركة الكلى و كرة الثوابت تدور ايضا قطباها حول قطبى تلك الكرة فيعرض لقطبها ان يصير