مـقـبـل عـليـه فاراد جبهته ، فوضع عبد اللّه يده على جبهته يتقى بها السهم ، فسمر السهم يده عـلى جـبـهـتـه فـاءراد تـحـريـكـهـا، فـلم يـسـتـطـع ثـم انـحـى له بسهم آخر ففلق قلبه فوقع صريعا. (858) وقـال المـفـيـد: ثـم رمـى رجـل مـن اصـحـاب عـمـر بـن سـعـد يـقال له عمرو بن صبيح عبد اللّه بن مسلم بن عقيل بسهم ، فوضع عبد اللّه يده على جبهته يتقيه فـاءصـاب السـهـم كـفـه ونـفذ إلى جبهته ، فسمرها به فلم يستطع تحريكها ثم انحنى عليه رجل اخر برمحه فطعنه في قلبه فقتله . (859) قـال ابـن شـهـر اشـوب : واول مـن برز من بنى هاشم بعد الانصار عبد اللّه بن مسلم وهو يرتجز ويقول :
من هاشم السادات اءهل الحسب فـقـاتـل حـتـى قـتـل مـن القـوم ثـمـانـيـة وتـسـعـيـن رجلا بثلاث حملات ، ثم قتله عمرو بن صبيح الصيدائى او صدائى كما في بعض النسخ ، واسير بن مالك الجهنى . (860) وقـال يـحـيـى بـن سـعـيـد الحـاتـمـى ، فـي كـتـاب الدرّ النـظـيـم : رمـى رجـل من اءصحاب عمر بن سعد، يقال له عمرو بن صبيح عبد اللّه بن مسلم بسهم ، فاتقاه بكفه ، فـسـمـره عـلى جـبـهـتـه ، فـلم يـسـتـطـع تـحـريـكـه ، ثـم انـحـنـى عـليـه [رجـل ] (861) آخـر (862) [يـقـال له : زيـد بـن الرقـاد الجـهنى من بنى جنب ، برمحه فطعنه في قلبه فقتله ]. (863) وقـال اءبـو مـخـنـف : حـدثـنـى اءبـو عـبـد الاعـلى الزبـيـدى : ان زيـد بـن رقـاد الجـهـنـى كـان يـقـول : لقـد رمـيـت فـتـى مـنـهـم بـسـهـم وانـه لواضـع كـفـه عـلى جـبـهـتـه ، يـتـقـى النـبـل ، فـاثـبـت كـفـه فـي جـبـهـتـه فـمـا اسـتـطـاع ان يـزيـل كـفـه عـن جـبـهـتـه ثـم انـه قال حيث اثبت كفه في جبهته : اللّهم انهم استقلّونا واستذلّونا، اللّهم فاقتلهم كما قتلونا، واذلّهم كـمـا اسـتـذلونـا، ثـم انـه رمـى الغـلام بـسـهـم آخـر فـقـتـله ، فـكـان يـقـول : جـئتـه مـيـتـا فـنـزعـت سـهـمـى اءلّذي قـتـلتـه بـه مـن جـوفـه ، فـلم ازل انـضـنـض السـهـم مـن جـبـهـتـه حـتـى نـزعـتـه وبـقـى النـصـل فـي جـبـهـتـه مـثـبـتـا، مـا قـدرت عـلى نـزعـه ، فـسـاءلت عـن ذلك الفـتـى ؟ فقيل لى : عبد اللّه بن مسلم بن عقيل رضوان اللّه عليه . (864)
واءمـا تـرجـمـة حـال قـاتـله ، عـلى مـا رواه اءهـل السـيـر، مـنـهـم اءبـو جـعـفـر الطـبـرى قـال : وطـلب المـخـتـار رجـلا مـن بـنـى الصـداء يـقـال له عـمـرو بـن صـبـيـح الصـدائى ، وكـان يـقـول لقـد طـعـنـت بـعـضـهـم وجـرحت فيهم [ورميت فتى منهم ] (865) وما قتلت منهم احدا فـاءتـى ليـلا وهو على سطحه وهو لا يشعر بعد ما هدات العيون ، وسيفه تحت راسه ، فاءخذوه اخذا، واخذوا سيفه ، فقال :
قبحك اللّه سيفا ما اقربك وابعدك ! فجى ء به إلى المختار، فحبسه معه في القصر، فلما ان اصبح اذن لاصحابه وقيل ليـدخـل مـن شـاء ان يـدخـل ، ودخـل النـاس وجـى ء بـه مـقـيـّدا، فـقـال : امـا واللّه يـا مـعـشـر الكـفـرة الفـجـرة أ ن لو بـيـدى سـيـفـى لعـلمـتـم انـى بـنصل السيف غير رعش ولا رعد يد، اذا كانت منيتى قتلا أ نَّه قتلنى من الخلق احد غير كم . لقد علمت انـكـم شـرار خلق اللّه ، غير انى وددت بيدى سيفا اضرب به فيكم ساعة ، ثم رفع يده فلطم عـيـن ابـن كـامـل وهـو عـلى جـنـبـه ، فـضـحـك ابـن كـامـل ، ثـم اخـذ بـيـده وامـسـكـهـا، ثـم قـال : انـه يـزعـم انـه جـرح فـي ال مـحـمـد وطـعـن فـمـرنـا بـاءمـرك فـيـه ، فقال المختار: على بالرماح ، فاءتى بها، فقال : اطعنوه حتى يموت ، فطعن بالرماح حتى هلك (866) لا رحمه اللّه .
قال عليه الصلاة والسلام في الناحية :
(اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد بِنِ مُسْلِمِ بِنِ عَقيل ).
قـال اءبـو الفـرج : ومـحمد بن مسلم بن عقيل ، امه ام ولد قتله - فيما روينا عن اءبي جعفر محمد بن عـلى