نفسك ما اءستطعت (1088) فاءجابه زهير بما تقدم في ترجمته .
قـال اءبـو مـخـنـف : ان الحـسـيـن (ع ) لمـا وعـظ القـوم بـخـطـبـتـه التـى يقول فيها:
(اءمـّا بـعـد فـانـسـبـونـي وانـظـروا مـن اءنـا؟ ثـم اءرجـعـوا إلى اءنـفـسـكـم وعـاتـبـوهـا فـانـظـر واهل يحلّ لكم قتلى وانتهاك حرمتى )الخ ما سياءتى في محله مفصلا، اعـتـرضـه شـمـر بـن ذى الجـوشـن لعـنـه اللّه فـقـال : هـو يـعـبـد اللّه عـلى حـرف إن يـدرى مـا تقول ؟! فقال حبيب بن مظاهر: واللّه انى لا اءراك تعبد اللّه على سبعين حرفا، واءنا اءشهد اءنّك لا تدرى ما تقول ، قد طبع اللّه على قلبك (1089) ثم عاد الحسين (ع ) إلى خطبته .
وذكر إبن الا ثير وغيره : اءنّ حبيبا كان على ميسرة الحسين (ع )، وزهير على الميمنة ، فلما ارتمى عـمـر بـن سـعـد بـسـهـم إرتـمى النّاس ، فلما ارتموا، خرج يسار مولى زياد بن اءبيه ، وكان مـسـتـنـتـلا (1090) اءمـام سـالم مولى عبيد اللّه بن زياد فقالا: من يبارز ليخرج إلينا، فـوثـب حـبـيـب بن مظاهر وبرير بن حضير الهمداني ، فاءجلسهما الحسين (ع )، وقام عبد اللّه بن عمير الكلبى فاءذن له كما سياءتى في ترجمته . (1091) وقـال اءهـل السير: لما صُرع مسلم بن عوسجة ، مشى إليه الحسين (ع ) فإذا به رمق ، ومع الحسين (ع ) حبيب بن مظاهر فقال له الحسين (ع ):
(رَحـمـكَ اللّه يـا مـسـِلم بـِنِ عـَوْسـَجـَة (فـَمـِنـْهـُمْ مـَنْ قـَضـى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرْ وَما بَدَّلُوا تَبْديلا) (1092) ثـُمّ دَنـامـِنـْه حـَبـَيـب فـقـال : عـزّ عـلىّ مـصـرعـك يـا مـسـلم ، ابـشـر بـالجـنـة ! فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشّرك اللّه بخير! فقال له حبيب : لولا اعلم اءنى في اثرك لاحق بك من سـاعـتـى هـذه ، لا حـبـبـت ان تـوصـي الي بـكـل مـا اءهـمـّك حـتـى اءحـفـظـك فـي كـل ذلك بـمـا اءنـت له اءهـل مـن الديـن والقـرابـة . قـال له : بـل اءنـا اوصـيـك بـهـذا رحـمـك اللّه ـ واءهـوى بـيـديـه إلى الحـسـيـن (ع ) ـ ان تـمـوت دونـه ، فقال حبيب : اءفعل وربّ الكعبة . (1093) وقـال الطـبـرى : لمـا اسـتـاءذن الحـسـيـن (ع ) لصـلاة الظـهـر وطـلب مـنـهـم المهلة لاداء الصلاة ، قـال له الحـصـيـن بـن تـمـيـم لعـنـه اللّه : اءنـّهـا لاتـقـبـل مـنـك . فـقـال له حـبـيـب بـن مـظـاهـر: انـهـا لا تـقـبـل زعـمـت الصـلاة مـن اَّل رسـول اللّه (ص ) وتـقـبـل مـنـكْ يـا حـمـار؟!
فـحـمـل حـصـيـن وحـمـل عـليـه حـبـيـب فـضـرب حـبـيـب وجـه فـرس حـصين بالسيف ، فشبّ به الفرس ووقع عنه ، وحـمـل اءصـحـابـه فـاسـتـنـقـذوه واءخـذ حـبـيـب يـحـمـل فـيـهـم ليـخـتـطـفـه مـنـهـم وهـو يقول :
ثـم قـاتـل القـوم فـاءخـذ يـحـمـل فـيـهـم ويـضـرب بـسـيـفـه وجعل يقول :
ولم يـزل يـقـاتـل حـتـى قـتـل مـن القـوم مـقـتـلة عـظـيـمـة ، فـحـمـل عـليـه بـُديـل بـن صُريم التميمى ، من بنى عقفان (1096) فضربه بالسيف على راءسه ، ثـم حـمـل عليه رجل آخر من بنى تميم ، فطعنه برمحه ، فوقع فذهب ليقوم ، فضربه الحصين بـن تـمـيـم عـلى راءسـه بـالسـيـف فـسـقـط، فـنـزل إليـه التـمـيـمـى فـاحـتـزّ راءسـه فـقـال له الحـصـيـن : إنـّي لشـريـك فـي قـتـله فـقـال الا خـر:
واللّه مـا قـتـله غـيـري ، فـقـال الحـصين : اعطينه اُعلّقه في عنق فرسى كيما يرى الناس ويعلم انّى