شركت في قتله ، ثم خـذه اءنـت بـعـد، فـاءمض به إلى عبيد اللّه بن زياد فلا حاجة لى فيما تعطاه على قتلك إيّاه ، فـاءيـى عـليـه . فـاءصـلح قـومـهـمـا بـيـنـهـمـا عـلى ذلك ، فدفع إليه راءس حبيب بن مظاهر، فـجال به في العسكر قد علّقه في عنق فرسه ، ثم دفعه بعد ذلك اليه ، فاءخذه فعلقه في لبـان فـرسـه ، ثم اءقبل به إلى إبن زياد في القصر، فبصر به إبنه القاسم بن حبيب ، وهـو يـومـئذ قـد راهـق ، فـاءقـبـل مـع الفـارس لايـفـارقـه كـلمـا دخـل القـصـر دخـل مـعـه ، واذا خـرج خـرج مـعـه ، فـارتـاب بـه فـقـال : مـالك يـا بـنـى تـتـبـعـنـى ؟! قـال : لا شـى ء، قـال : بـلى يـا بـنـىّ اءخـبـرنـي قـال له : إنّ هـذا الراس الّذي مـعـك راءس اءبـي ، افـتـعـطـيـنـيـه حـتـى اُدفـنـه ؟!
قـال يـا بـنـىّ لا يـرضـى الا مـيـر اءن يدفن ، واءنا اُريد ان يثيبنى الامير على قتله ثوابا حسنا.
فـقـال له الغـلام : لكـن اللّه لا يثيبك على ذلك الا اءسواء الثواب ، اءم واللّه لقد قتلت خيرا منك وبـكـى ، ثـم فـارقـه فـمـكـث الغـلام حـتـى اذا اءدرك ، لم تـكـن له هـمـة الا إتـبـاع اءثـر قاتل اءبيه ، ليجد منه غِرّته فيقتله باءبيه .
فـلمـا كـان زمـان مـصـعـب بـن الزبـيـر، و غـزى مـصـعـب بـاجـمـيـرا (1097) دخـل عـسـكـر مـصـعـب ، فـإذا قـاتـل اءبـيـه فـى فـسـطـاطـه فـاءقـبـل يـخـتـلف فـى طـلبـه و إلتـمـاس غـرّتـه فـدخـل عـليـه و هـو قائل (1098) نصف النهار، فضربه بسيفه حتى برد (1099).
وروى اءبـومـخـنـف عـن مـحـمـد بـن قـيـس قـال : لمـا قـتـل حـبـيـب بـن مـظـاهـر هـدّ ذلك حـسـيـنـا وقـال : (عـنـد اللّه احـتـسـب نـفـسـى وحـمـاة اصـحـابـى ). (1100) إنـتـهـى تـرجـمـة حال حبيب بن مظاهر الاسدى الفقعسى .
فائدة : قال المفيد في الارشاد: لما رحل ابن سعد اللعين بالروس والسبايا وترك الجثث الطاهرة ، خرج قوم من بنى اسد كانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسين (ع )، واءصحابه عليهم السلام ، فصلّوا عليهم ودفنوهم . (1101) وقال اءبو نعيم في كتاب حلية الاولياء: ودفنت بنو اسد حبيبا عند راس الحسين (ع ) حيث قبره الان اعتناء بشاءنه لانه منهم ورئيسهم (1102) إنتهى .
قـال عـليـه الصـلاة والسـلام فـي النـاحـيـة : (اءَلسَّلامُ عـَلى اْلحـُرِّ بـِنِ يـَزيـد الرّيـاحـى ). (1103) اءقـول : وقـال عـز الديـن الجـزرى فـي اسـد الغـابـة : هـو الحرّ بن يزيد بن ناجية ... بن تميم التـمـيـمـى اليـربـوعـى الرياحى ، ويقال : الحرّ بن يزيد بن ناجية بن سعد من بنى رياح بن يربوع من بنى تيم (1104) فيقال له : التميمى والرياحى واليربوعى اءيضا.
كـان الحـرّ شريفا في قومه ، جاهلية واسلاما، فان جدّه عتابا كان رديف النعمان بن المنذر، وولد عتاب ، قيسا وقعنبا. ومات عتاب ، فردف قيس للنعمان ونازعه الشيبانيون فقامت بسبب ذلك حرب يوم الطخفة ، والحر هو ابن عم الا خوص الصحابى الشاعر وهو زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب بن هرمى بن رياح بن يربوع التميمى اليربوعى ، ذكره ابن حجر العسقلانى في الاصابة عن المـرزبـانـى وقـال : انـّه مـخـضـرم ، وانـشـد له ابـيـاتـا يرثى بها رجلين من بنى تميم قتلهما بنوتميم في مقتل عثمان بن عفان يقول فيها:
وروى مـحـمـد بـن نـما في المثير: ان الحر لما اخرجه ابن زياد إلى الحسين بن على (ع ) وخرج من القـصـر نـودى مـن خـلفـه : ابـشـر يـا حـر فـي الجـنـة قـال : فـالتـفـت فـلم يـراءحـدا، فـقـال فـي نـفـسـه : واللّه مـا هـذه بـبـشارة ، واءنا اءسير إلى حرب الحسين بن على (ع ) وما كان يـحـدث نـفـسـه بـالجـنـة ، فـلمـا صـار مـع الحـسـيـن (ع ) قـص عـليـه الحـر فقال له الحسين (ع ): (لقد اءصبت اءجرا وخيرا). (1106)