وقـال مـحمد بن اءبي طالب الحسينى في مقتله : لما ركب اءصحاب عمر بن سعد قُرّب إلى الحسين فـرسـه ، فـاسـتوى عليه فتقدم نحو القوم في نفر من اءصحابه وبين يديه برير بن خضير فقال له الحسين (ع ): (كَلِّم اْلقوَمَ) فتقدم برير حتى وقف قريبا من القوم وقد زحفوا نحو الحسين بـاءجـمـعـهـم فـقـال لهـم بـريـر يـا قـوم : إتـقـوا اللّه فـان ثقل محمد (ص ) قد اءصبح بين اءظهركم ، هؤ لاء ذريته وعترته وبناته وحرمه فهاتوا ما عندكم ، وما اءلّذي تريدون ان تصنعوه بهم ؟ فقالوا: نريد ان نمكّن منهم الا مير عبيد اللّه بن زياد فيرى راءيه فيهم .
فـقـال لهـم بـريـر: اءفـلا تـقـبـلون مـنـهـم اءن يرجعوا إلى المكان اءلذي جاءوا منه ؟ ويلكم يا اءهـل الكوفة انسيتم كتبكم وعهود كم الّتى اءعطيتموها، واءشهدتم اللّه عليها يا ويلكم اءدعوتم اءهل بيت نبيكم وزعمتم اءنكم تقتلون اءنفسكم دونهم ، حتى اءذا اءتوكم اءسلمتموهم إلى إبن زياد، وحـرمـتـمـوهـم [وحلاتموهم ] (1631) عن ماء الفرات بئس ما خلفتم نبيكم في ذريته ، ما لكم لا سقاكم اللّه يوم القيمة لبئس القوم انتم .
فقال له نفر منهم : يا هذا ما ندرى ما تقول ؟ فـقـال بـريـر: الحـمـد للّه اءلّذي زادنـى فـيـكـم بـصـيـرة ، اءلّلهـم انـى ابـراء إليـك مـن فـعـال هـؤ لاء القـوم ، اءلّلهـم اءلق بـاءسـهـم بـيـنـهـم حـتـى يـلقـوك واءنـت عـليـهـم غـضـبان ! فجعل القوم يرمونه بالسهام فرجع برير إلى ورائه .
وتـقـدم الحـسـيـن (ع ) حـتـى وقـف بـإزاء القـوم ، فـجـعـل يـنـظـر إلى صـفـوفـهـم كـانـّهـم السـيـل ، ونـظـر إلى إبن سعد واقفا في صناديد الكوفة ، فخاطبهم هو عليه الصلاة والسلام بخطبته التى يقول فيها: (اَلْحمد للّه اءلّذي خَلَقَ الّدُنيا فَجَعلَها داَر فَناء) (1632) إلى آخر ما سياءتى في محله .
وروى على بن مسكويه في المجلد الثالث من كتاب تجارب الامم : لما بلغ العطش من الحسين (ع ) مـا شـاء اللّه اءن يـبـلغ ، اسـتـاءذن بـرُيـر بن خضير الحسين (ع ) في ان يكلم القوم ، فاءذن له فـوقـف قـريبا منهم ونادى : يا معشر الناس إن اللّه بعث بالحق محمدا بشيرا ونذيرا وداعيا إلى اللّه بـإذنـه وسـراجـا مـنـيـرا، وهـذا مـاء الفـرات تـقـع فـيـه خـنـازيـر السـواد، وكـلابها وقد حيل بينه وبين إبن رسول اللّه (ص )، اءفجزاء محمد هذا؟! فقالوا: يا برير قد اءكثرت الكلام ، فـاكـفـف عـنـا فـواللّه ليـعـطـش الحـسـيـن (ع ) كـمـا عـطـش مـن كـان قـبـله : فـقـال الحـسـيـن (ع ): (اكـُفـُفْ يـا بـُريـَر) ثم وثب متؤ كا على سيفه فخطبهم هو عليه الصلاة والسـلام بـخـطـبـتـه التـى يـقـول فـيـهـا: اءنـشـُدكـم اللّه هل تعرفونى مَن اءنا إلى آخر ما سياءتى في محله .
قـال اءبـو مـخـنـف : حـدثـنـى يـوسـف بـن يـزيـد عـن عـفـيـف بـن زهير بن اءبي الاحنف وكان قد شهد مـقتل الحسين (ع ) قال : خرج يزيد بن معقل من بنى عميرة بن ربيعة وهو حليف لبنى سلمة بن قيس فـقـال : يـا بـُريـر بـن خـضـيـر كـيـف تـرى صـنـع اللّه بـك ؟ قـال : صـنـع اللّه بـى واللّه خـيـرا، وصـنـع اللّه بـك شـرا! فـقـال : كـذبـت و قـبـل اليـوم مـا كـنـت كـذّابـا، هـل تـذكـر وانـا اءُمـّاشـيـك فـي بـنـى دودان واءنـت تـقـول : إنّ عـثـمـان بـن عـفـان كـان كـذا وكـذا واءن مـعـاويـة بـن اءبـي سـفـيـان ضـال مـضـّل ، وإن عـلّى بـن اءبـي طـالب (ع ) إمـّام الحـق والهـدى فـقـال له بـُريـر: اءشـهـد انّ هـذا راءيـى وقـولى قـال له : يـزيـد بـن مـعـقـل فـإنـى اءشـهـد انـكّ مـن الضـاليـن ! فـقـال له بـُريـر: فـهـل لك اءن ابـُا هـلك ولنـدعـوا اللّه اءن يـلعـن الكـاذب واءن يـقـتـل المـحـق المـبـطل ؟ ثم اءخرج لابارزك ، قال : فخرجا فرفعا اءيديهما بالمباهلة إلى اللّه تـعـالى يـدعـوانـه اءن يـلعـن الكـاذب واءن يـقـتـل المـحـق المـبـطـل ، ثـم بـرز كـل واحـد مـنـهـمـا لصـاحـبـه فـاخـتـلفـا بـضـربـتـيـن ، فـضـرب يـزيد بن مـعـقل بريرا ضربة خفيفة ، لم تضره شيئا وضربه بُرير ضربة قدت المغفر وبلغت الدماع ، فـخـر كـاءنـمـا هـوى من حالق وإنّ سيف برير لثابت في راءسه فكاءنّى انظر إليه ينضضه (1633) من راءسه حتى اءخرجه . (1634) وفـي المـنـاقب لابن شهراشوب قال : ثم برز إلى القوم برير بن خضير الهمدانى بعد الحر بـن يـزيـد وكـان مـن عـبـاد اللّه الصـالحـيـن وهـو يـرتـجـز ويقول :