بـريـر بـن خـضـيـر الهـمـدانـى ، عـن هـنـيـدة الخـزاعـى : قـال : اءول راءس اُهـدى فـي الا سـلام راءس عـمـرو بـن الحـمـق بـعـث بـه زيـاد إلى مـعـاويـة . (114) و قال اءبومخنف :ان حجرا لما قفى به من عند زياد نادى باعلى صوته اللهم إنّي على بيعتي لا اُقـيـلهـا ولا اَسـتـقـيـلهـا سـمـاع الله والنـاس ، وكـان عـليـه بـرنـس فـي غـداة بـاردة فـحـبس عشر ليـال و زيـاد ليـس له عـمـل الاّ طـلب رؤ سـاء اءصحاب حجر، فهرب عمرو بن الحمق ورفاعة بن شـدّاد حـتـى نـزلا المـدائن ثـم إرتـحـلا حـتـى اءتـيـا ارض الموصل ، فاءتيا جبلاً فكمنا فيه ، وبلغ عامل ذلك الرستاق (115) إنّ رجلين قد كمنا فـى جـانـب الجـبـل ـ فـاسـتـنـكـر شـاءنـهـمـا وهـو رجـل مـن هـمـدان يـقـال له عـبـدالله بـن ابـى بـلتـعـة ـ فـصـار اليـهـمـا فـى الخيل نحو الجبل ، ومعه اءهل البلد، فلما إنتهى اليهما، خرجا فاءما عمرو بن الحمق فكان مريضا وكان بطنه قد سقى (116) فلم يكن عنده إمتناع .
وامـا رفـاعـة بـن شـداد ـ وكـان شـابـا قـويـا ـ فـوثـب عـلى فـرس له : جـواد فـقـال له : اءقـاتـل عـنـك ، قـال : و مـا يـنـفـعـنـى اءن تـقـاتـل اءنـج بـنـفـسـك إن إسـتـطـعـت فـحـمـل عـليـهـم فـاءفـرجـوا له فـخـرج تـنـفـر بـه فـرسـه ، وخـرجـت الخيل فى طلبه ـ و كان راميا ـ فاءخذ لا يلحقه فارس الا رماه ، فجرحه او عقره فانصرفوا عنه . واُخـذ عمرو بن الحمق فساءلوه من انت ؟ فقال : من ان تركتموه كان اءسلم لكم وإنْ قتلتموه كان اءضـّرلكـم ، فـسـئلوه فـاءبـى اءن يـخـبـرهـم فـبـعـث بـه ابـن اءبـي بـلتـعـة الى عـامـل الموصل ، و هو عبدالرحمن بن عبدالله بن عثمان الثقفي ، فلما راءى عمرو بن الحمق عرفه ، فـكـتـب الى مـعـاويـة يـخـبـره ، فـكـتب اليه معاوية : انه زعم انه طعن عثمان بن عفان تسع طعنات بمشاقص (117) كانت معه ، وانا لا نريد ان نعتدى عليه فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان ، فاءخرج فطعن تسع طعنات ، فمات فى الا وّلى منهنّ اءو الثانية . (118) وامـا سـبب قتل حجر بن عدي الكندي واءصحابه رضوان الله عليهم على مارواه الكشي فى رجاله عـن إبـن عـيـيـنـة قـال : حـدثـنـا طـاوس عـن ابـيـه قـال : انـبـاءنـا حـجـر بـن عـدي قـال : قـال لى عـلى بن ابى طالب (ع ): (كيف تصنع انت إذا ضربت وامرت بلعنتي ؟) قلت : كيف اصـنـع ؟ قـال : (العـنـّي ولا تـبـراء مـنـي فـانـي عـلى ديـن اللّه ) قـال : ولقـد ضـربـه به محمد بن يوسف ، واءمره ان يلعن عليا، واقامه على باب مسجد صنعاء، فـقال : ان الامير يعنى معوية اءمرني ان العن عليا، فالعنوه لعنه اللّه ، فراءيت مجواذا من الناس الا رجلا واحدا فهمها وسلم . (119) وقـال فـى الا صـابـة ـ حجر بضم اوله وسكون الجيم ـ إبن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الاكرمين الكندي المعروف بحجر بن الا دبر حجر الخير و ذكر ابن سعد ومصعب الزبـيـري فيما رواه الحاكم عنه اءنّه وفد على النبى (ص ) هو واخوه هاني بن عدي وإن حجر بن عـدي شـهـد القـادسـيـة واءنـّه شـهـد بـعـد ذلك الجـمـل وصـفـين ، وصحب عليا(ع ) فكان من شيعته وقـتـل بـمـرج عـذراء (120) بـاءمـر مـعـاويـة وكـان حـجـرالّذى افـتـتـحـهـا فـقـدّر، اءن قتل بها.
وقد ذكر ابن الكلبى جميع ذلك وذكره يعقوب بن سفيان فى امراء على (ع ) يوم صفين .
وروى ابـن السـكـن وغـيره من طريق إبراهيم بن الا شتر عن اءبيه اءنّه شهد هو و حجر بن الا دبر موت اءبي ذر صاحب رسول اللّه (ص ) بالربذة (121).
وامـا البـخـارى وابـن اءبي حاتم عن اءبيه وخليفة بن الخياط وإبن حبان فذكروه فى التّابعين وكذا ذكره ابن سعد فى الطبقة الاولى من اهل الكوفة .
وروى احـمـد فـى كـتـاب الزّهـد، والحـاكـم فـى المـسـتـدرك مـن طـريـق ابـن سـيـريـن ، قـال :
اطـال زيـاد بـن ابـيـه الخـطـبـة فقال : حجر الصلاة ، فمضى في خطبته ، فحصبه حجر، والنـاس ، فـنـزل زيـاد فـكـتـب الى مـعـاويـة فـكـتـب اليـه ان سـرح بـه الىّ، فـلمـا قـدم قـال : السـلام عـليـك يـا امـيـر المـؤ مـنـيـن ، فـقـال : او امـيـر المـؤ مـنـيـن انـا؟ قـال : نـعـم ، فـاءمـر بـقـتـله ، فقال : لاتطلقوا عنّي حديدا، ولا تغسلوا عنّي دما فاني لاق معاوية بالجادة واءني مخاصم .
وروى الرويـانـى والطـبـرانـي ، والحـاكـم مـن طـريـق اءبـي مـخـنـف قال : راءيت حجر بن عدي وهو