وفـي كـتـاب الزام النّواصب قال : قدم عدّي بن حاتم الطّائى على معاوية حين ذهب كلتا عينيه يوم الجـمـل و هـو مـع عـلى (ع )، وعـنـده جـمـاعـة مـن قـريـش و فـيـهـم عـبـداللّه بـن الزّبـيـر، فقال عبداللّه لمعاوية : ذرنا نتكلّم عدّيا فقد زعموا انّ عنده جوابا؟ فـقـال : انـّى احـذّركـمـوه فـقـالوا: لاعـليـك دعـنـا و إيـّاه ، فـقـال ابـن الزّبـيـر: يـا اءبـا طـريـف مـتـى فـقـدت عـيـنـك ؟ قـال : يـوم فرّ اءبوك ، وقتل شرّ قتلة ، وضربك الا شتر على إستك فوقعت هاربا من الزّحف ثمّ انشد شعرا:
فقال معاوية : قد كنت حذّرتكموه فاءبيتم .
فـقـوله صـحـيـحين لم تنزع عروقهم القبطا: تعريض بإبن الزبير ولم يمكنه إنكار ذلك في مجلس معاوية .
وشـاءن امية بن عبد شمس شاءن العوام ، فاءنّه لم يكن من صلب عبد شمس بن عبد مناف ، وإنّما هو عـبـد مـن الروم فـاسـتخلفه عبد شمس ، فنسب اليه كما نسب العوام إلى خويلد، فبنوا اُميّة جميعهم ليسوا من صلب قريش وإنّما هم ملحقون .
وتـصـديـق ذلك جواب اءميرالمؤ منين (ع ) لمعاوية ، لمّا كتب اليه يوم صفين إنّما نحن واءنتم بنو عـبـد مناف ، فكان في جواب على (ع ) (ليس المهاجر كالطّليق ! و ليس الصّريح كاللصّيق ) و هذا شهادة من على (ع ) على بنى اميّة ، إنّهم لصقا، وليسوا بصحيح النّسب إلى عبد مناف ، و لم يستطع معاوية إنكار ذلك .
اءقول : فهذا بعض ما اورده اءصحابهم .
والّذي اءورده الشـّيـعة اكثر من ذلك ، ولكن لم نورد منه شيئا، لا نّ الحجة بما اءورده اءصحابهم اءقـطع ، وللعاقل المنصف اءردع ، و من العجب انّهم يشهدون على اءئمّتهم اءنّهم اءولاد زنا واءولاد مخانيث ، ثم يقدّمونهم على من ليس فيهم عيب ، و لا في انسابهم ريب .
وامـّا نـسـب يـزيـد بن معاوية قاتل الحسين بن على (ع ) فقد روى صاحب كتاب الزام النّواصب في كـتابه ، و ابوالمنذر هشام بن محمّد بن السّائب الكلبى في كتاب المثالب ، والحافظ ابن سعيد اسـمـعـيـل بـن عـلى السّمانى الخيفي في كتاب مثالب بني اميّة ، والشّيخ ابوالفتح جعفر بن محمّد المـيـدانـى فـي كـتـاب بـهـجـة المـسـتـفـيـد: انّ يـزيـد بـن مـعـاويـة امـّه كـانـت مـيـسـون بـنـت بجدل الكلبيّة ، امكنت عبد اءبيها من نفسها فحملت بيزيد.
وإلى هـذا اشـار النـّسـابـة البـكـري الكـلبـي مـن عـلمـاء السـّنـة يقول :
اءراد بـالدّعـى : عـبـيد اللّه بن زياد، فانّ اءباه زياد بن سميّة ، كانت امّه سمية مشهورة بالزّنا و ولد عـلى فـراش اءبـي عـبـيـد، عبد بني علاج من ثقيف ، فاءدّعى معاوية اءنّ اءبا سفيان زنى باءمّ زياد، فاءولدها زيادا، واءنّه اءخوه فصار اسمه الدّعى ، فكانت عايشة تسمّيه زياد بن اءبيه ، لانـّه ليـس له اب مـعـروف ، و مـراده بـعـبـد كـلب يـزيـد بـن مـعـاويـة لانـّه مـن عـبـد بجدل الكلبى . (259)