فـيـنـظـر العـاقـل إلى اُصـول هـؤ لاء القـوم كـيـف كـانـوا يـقـدّمـونـهـم عـلى آل محمّد الّذين اذهب اللّه عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا؟!
تـذنـيـب : ذكر زبير بن بكّار في كتاب اءنساب قريش : انّ يزيد بن معوية كان صاحب طرب ، و جـوارح ، وكـلاب ، وقرود، وفهود، ومنادمة على الشّراب ، وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه عـبـيـد اللّه بـن زيـاد، و ذلك بـعـد قـتـل الحـسـيـن (ع ) بـقـليـل ، فاءقبل على ساقيه فقال :
ثمّ اءمر المغنّين فغنّوا به ، وغلب على اصحاب يزيد و عمّاله ما كان يفعله من الفسوق .
و في ايّامه ظهر الغنا بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهى واءظهر النّاس شرب الشّراب ، و كان له قـرد يـكـنـّى باءبي قيس يحضره مجلس منادمته ، ويطرح له متكّاء، وكان قردا خبيثا وكان يحمله عـلى اتـان وحـشـيـة قـد ريـّضـت ، وذلك بـسـرج ولجـام يـسـابـق بـهـا الخـيـل يـوم الحـلبـة ، فـجـاء فـي بـعـض الا يـّام سـابـقـا فـتـنـاول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل وعلى اءبي قيس قباء من الحرير الا حمر والا صفر مشهر، وعـلى راءسـه قـلنـسـوة مـن الحـريـر ذات الوان بـشقايق ، وعلى الا تان سرج من الحرير الا حمر منقوش ، ملمّع ، باءنواع من الوان فقال : في ذلك بعض شعراء الشّام في ذلك اليوم :
وفـي يـزيـد و تـمـلّكـه ، و تـجـبـّره ، وإنـقـيـاد النـّاس إلى مـلكـه يقول الا خوص :
ولمـّا شـمـل النـّاس جـور يـزيـد وعـمـّاله وعـمـّهـم ظـلمـه ، ومـا ظـهـر مـن فـسـقـه مـن قـتـل ابـن بـنـت رسـول اللّه (ص )، واءنصاره ، و ما ظهر من شرب الخمور وسيره سيرة فرعون ، بـل كـان فـرعـون اءعـدل مـنـه فـي رعـيـّتـه واءنـصـف مـنـه لخـاصـتـه و عـامـتـه ، اءخـرج اءهـل المـدينة عامله عليهم : و هو عثمان بن محمّد بن اءبي سفيان ، و مروان بن الحكم ، و ساير بني اُمـيـّة وذلك عـنـد تـنـسـّك إبن الزّبير و تاءلّهه ، و إظهار الدّعوة لنفسه ، و ذلك في سنة ثلاث وسـتـيـن ، وكان إخراجهم ، لما ذكرنا من بني اُميّة وعامل يزيد عن إذن إبن الزّبير، فاغتنمها مروان مـنـهـم اذ لم يـقـبـضـوا عـليـهـم ويـحـمـلوهـم إلى إبـن الزّبـيـر فـحثّوا السير نحو الشّام ونمى فـعـل اءهـل المـديـنـة بـبـنـي امـيـّة ، وعـامـل يـزيـد إلى يـزيـد، فـسـيـّر إليـهـم بـالجـيـوش مـن اءهـل الشـام ، عـليـهـم مـسـلم بـن عـقـبـة المـرّى ، اءلّذي اءخـاف المـديـنـة ونـهـبـهـا، وقـتـل اءهـلهـا وبـايـعـه اءهـلهـا عـلى انـّهـم عـبـيـد ليـزيـد، وسـمـّاهـا نـتـنـة ، وقـد سـمـّاهـا رسول اللّه (ص ) طيبة ، و قال (ص ): (من اءخاف المدينة اءخافه اللّه ) فسمّى مسلم هذا بمجرم . و مـسـرف ، لمـا كـان مـن فـعـله ويـقـال : إنّ يـزيـد حـيـن جـرّد هـذا الجـيـش وعـرض عـليـه اءنـشاء يقول :
يـريد بهذا القول عبد اللّه بن الزّبير، كان يكنّى باءبى بكر، و كان يسمّى يزيد السّكران الخمّير وكتب إلى ابن الزّبير:
والقصّة طويلة اءخذنا منها موضع الحاجة . (261)