المـرادى ، وحـجـار بـن اءبـجـر يـمشى في جانب ، مع ناس من المسلمين ، ومع الجنازة نصارى يشيّعونها فذكر القصة انتهى . (326) اءقـول : ولو اءردنـا اءنْ نـذكـر هيهنا، اءكثر ممّا مرّ، لزم وضع كتاب على حدة في ذلك ، فراءينا اءن نـكـتـفـى مـمـّا مـرّ بـذكـر اءقـل قـليـل مـنـهـا، حـذرا مـن الا طـالة وكـفـايـة دون مـا سـنـذكـره فـي حـصـول البـصـيـرة ، مـع انّ قـصـدى اءن لااءذكـر إلاّ مـا يـكـون ثـابـت الصـدور بـنـقـل ثـقـة مـعتمد، اءو جماعة منّا، اءو من القوم ، اءو ما يكون حجة على الخصم من حيث نقله إيّاه ، وإقـراره بـه فـلا تـتـوهـم إلا نـحـصـار فـيـمـا نـذكـره ، بل الّذى لم نذكره ، اءزيد بكثير ممّا ذكرناه وياءتي متفرقا انشاء اللّه تعالى في محلّه .
وروى عـبـدالحـمـيـد بـن ابـى الحـديـد فـي شـرحـه : انّ اءبـا جـعـفـر مـحـمـد بن على الباقر(ع ) قـال لبـعـض اءصـحـابـه : (يـا فـلان مـا لقينا من ظلم قريش ، إيّانا وتظاهرهم علينا، وما لقى شيعتنا) ومحبّونا من النّاس ، إنّ رسول اللّه (ص ) قبض وقد اءخبر اءنّا اءولى الناس بالناس ، فـتـمـا لئت عـنـّا قـريـش ، حـتـّى اءخـرجـت الا مـر عـن مـعـدنـه ، واءحـتـجـت عـلى الا نـصـار بـحـقـنا. (327) فتداولها قريش واحدا بعد واحد، حتّى رجعت الينا، فنكتت بيعتنا، ونصبت الحـرب لنـا، ولم يـزل صـاحـب الامـر فـي صـعـود كـؤ د حـتـى قتل .
فـبـويـع الحـسـن (ع ) ابـنـه وعـوهـد ثـم غـدر بـه واءسـلم ، ووثـب عـليـه اءهـل العـراق حـتـى طـعـن فـي خـنـجـر فـي جـنـبـه ونـهـبـت عـسـكـره ، وعـولجـت خـلاخـيـل امـّهـات اولاده فـوادع مـعـاويـة ، وحـقـن دمـه ودمـاء اهل بيته وهم قليل حقّ قليل .
ثمّ بايع الحسين (ع ) من اهل العراق عشرون الفا، ثمّ غدروا به وخرجوا عليه وبيعته باءعناقهم فقتلوه .
ثـم لم تـزل اهـل البـيـت تـسـتـذل وتـسـتـظـام وتـنـفـي ، وتـتـهـم وتـحـرم ، وتـقـتـل ، وتـخـاف ، ولانـاءمـن عـلى دمـائنا ودماء اءوليائنا، ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم ، وجـحـودهـم ، مـوضـعـا يـتـقـرّبـون بـه إلى اوليـائهـم ، وقـضـاة السـّوء، وعمال السّوء في كلّ بلدة ، فحدّثوهم بالاحاديث الموضوعة المكذبوبه ، وروا عنّا مالم ننقله ولم نـفـعـله ليـبـغـّضـونـا إلى النـّاس وكـان عظم ذلك وكبر زمن معاوية بعد موت الحسن (ع ) فقتلت شـيـعـتـنـا بـكل بلدة ، وقطّعت الا يدى والا رجل على الظنّة ، وكان من ذكر بحبّنا، والا نقطاع الينا، سـجـن او نـهـب مـاله او هـدمـت داره ، ثـم لم يـزل البلاء يشتدّ ويزداد إلى زمان عبيد اللّه بن زياد قـاتـل الحـسـيـن ، ثـم جـاء الحـجـاج فـقـتـلهـم كـل قـتـلة واخـذهـم بـكـل ظـنـّة وتـهـمـة ، حـتـّى إنّ الرّجـل ليـقـال له زنـديـق اءو كـافـراء حـبّ اليـه مـن إنـّ يـقـال شـيـعة على (ع ) حتّى صار الرجل الذى يذكر بالخير ـ ولعله يكون ورعا صدوقا ـ يحدث بـاءحـاديث عظيمه عجيبة من تفضيل من قد سلف من الولاة ، ولم يخلق اللّه شيئا منها ولاكانت ولاوقعت وهـو يـحسب انّها حقّ، لكثرة من قد رواها ممن لم يعرف بكذب ولابقلّة ورع ). (328) انتهى كلام ابن الحديد في الشرح .
اءقول : وهكذا كان حال كل واحدٍ من الا ئمة : مع طاغية زمانه فافهم .
واذ قـد تـبـيـّن هـذا فـلنـذكـر نبذا من الاخبار النّاطقة بلزوم صلح الحسن بن على مع معاوية وبيان حكمه ومصالحه (ع )، فنقول وباللّه التّوفيق :
لمـّا جـمـع الحـسـن بن على (ع ) عساكره ، وخرج إلى محاربة معاوية ، ظهرت الخيانة من اءكثرهم ، حـتـّى انـهـزم غـيـر واحـد مـن اُمـراء عـسـكـره إلى مـعـاويـة ، حـيـث اءطـمـعـهـم بـالا مـوال بـل قـصـد جـمـع مـنـهـم اءن يلزموه ويسلّموه إلى معاوية ، حتّى إنّ معاوية دسّ إلى جماعة من مـنـافـقـي اءصـحـابـه اءن يـقـتـلوه ، وتـصـدّى اُولَّئك لذلك . لكـن لم يـتـهـيـّا لهـم بـل خـرج إليـهـم صـريـحـا جـمـع منهم حتّى ضربوه بخنجر على فخذه الشريف ، ونهبوا ما في فـسـطـاطـه جـمـيعا، كما ذكر جميع ذلك مفصّلا المخالف والمؤ الف في كتبهم ، وليس هيهنا موضع ذكـره ، ولهـذا لمـا عـلم اءنـّه إن حـارب مـعـاويـة لم يـغـلب عـليـه ويـنـجـر إلى قـتـله ، وقـتـل جـمـيـع