ذخ‍ی‍ره‌ ال‍داری‍ن‌ ف‍ی‍م‍ا ی‍ت‍ع‍ل‍ق‌ ب‍م‍ص‍ائ‍ب‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ و اص‍ح‍اب‍ه‌ (ع‍ل‍ی‍ه‍م‌ ال‍س‍لام)

م‍ول‍ف‌: ع‍ب‍دال‍م‍ج‍ی‍د ب‍ن‌ م‍ح‍م‍درض‍ا ال‍ح‍س‍ی‍ن‍ی‌ ال‍ح‍ائ‍ری‌ ال‍ش‍ی‍رازی‌؛ ت‍ح‍ق‍ی‍ق‌ ب‍اق‍ر دری‍اب‌ ال‍ن‍ج‍ف‍ی‌؛ اع‍داد و ن‍ش‍ر م‍رک‍ز ال‍دراس‍ات‌ الاس‍لام‍ی‍ه‌ ل‍ل‍م‍ث‍ل‍ی‍ه‌ ال‍ول‍ی‌ ال‍ف‍ق‍ی‍ه‌ ف‍ی‌ ح‍رس‌ ال‍ث‍وره‌ الاس‍لام‍ی‍ه‌ - م‍دی‍ری‍ه‌ دراس‍ات‌ ع‍اش‍ورا

نسخه متنی -صفحه : 394/ 69
نمايش فراداده

سيرة بنى اميه فى ايام عاشورا

وروى الشّيخ الحليل اءبو الفتح الكراجكى في كتاب التعجب : ومن عجيب اءمرهم تظاهر بغضهم لاهـل البـيـت ، عـلى مـا سـمـعته ، انّهم في المغرب بمدينة قرطبة ، ياءخذون في ليلة العاشوراء، راءس بقرة ميتة ، ويجعلونه على عصا ويحمل ويطاف به الشّوارع والا سواق ، وقد اءجتمع حوله الصّبيان يصفقون ويلعبون ، ويقفون به على اءبواب البيوت ، ويقولون : يا مسى المروّسة ، اءطعمينا المطنفسه ، يعنون القطائف ، وإنّها تعدّ لهم ، ويكرمون ويتبرّكون بما يفعلون .

قـال الشـّيـخ اءبـوالفـتـح : حـدثـنـي شـيـخ بـالقـاهـرة مـن اءهـل المـغـرب ، كـان يـخـدم القـاضـى اءبـا سـعـيـد، أ نـّه كـان مـمـّن يـحـمـل هـذا الرّاءس فـي المـغـرب وهـو صـبـّي فـي ليـلة عـاشـوراء، فراءى هذا من فرط المحبّة لا هـل البيت : وشدة التفضيل لهم على الا نام ، وقد سمع هذه الحكاية بعض المتعصّبين لهم فتعجّب مـنـهـا واءنـكـرهـا، وقـال مـا يـسـتـجـيـز مـؤ مـن اءن يـفـعـلهـا، فـقـلت : اءعـجـب مـنـهـا حـمـل راءس الحـسـيـن بـن عـلى (ع ) عـلى رمـح طـويـل عـال وخـلفـه زيـن العـابـديـن (ع )، مـغـلول اليـديـن إلى عـنـقـه ونـسـاؤ ه وحـريـمـه مـعـه ، سـبـايـا مـهـتـكـات عـلى اءقـتـاب الجـمـال ، يـطاف بهم البلدان ، ويدخل بهم الا مصار الّتى اءهلها يظهرون الاقرار بالشّهادتين ويـقـولون : انـّهـم مـن المـسـلمـيـن وليـس فـيهم منكر، ولااءحد ينفر ولم يزالوا بهم كك إلى دمشق ، فـاعـلوا ذلك يـظـهـرون الاسـلام ويـقـرؤ ن القـران ، ليـس مـنـهـم الاّ مـن قـد تـكـرر سـمـاعـه قـول اللّه سـبحانه (قُلْ لااَسْئَلُكُمْ عَلَيْه اءَجْرَا اِلاّ المَودَّةَ فى القُرْبى ) (364) فهذا اءعـظـم مـن حـمـل راءس بـقـرة فـى بـلدة واحـدة ، ومـن عـجـيـب قـولهـم اءنّ اءحـدا لم يـشـر لهـذا الحـال ويـسـتـبـشـر بـمـا جـرى فـيـهـا من الفعال ، وقد راءوا ما قرره شيوخهم ورسمه سلفهم من تـبـجـيـل كـلّ مـن نـال مـن الحـسـيـن (ع ) فـي ذلك اليـوم مـنـالا، وآثـر بـالقـتـل بـه اَّثـروا تـعـظـيـمـهـم لهـم . وجعلوا ما فعلوه سمة لاولادهم . فمنهم في اءرض الشّام بنوسراويل ، وبنوالسّرج ، وبنوسنان ، و بنوالملحى ، وبنو الطشتى ، وبنوالقضيبى ، وبنو الدرجا.

فاءمّا بنو السّراويل : فاءولاد الّذى سلب سراويل الحسين (ع ).

واءمـّا بـنـو السـّرج فـاءولاد الّذيـن اءسـرجـت خـيـلهـم لدوس جـسـد الحـسـيـن (ع )، ووصـل بـعـض ‍ هـذه الخـيـل إلى مـصـر، فـقـلعـت نـعـالها من حوافرها وسمّرت على اءبواب الدّور ليـتـبـركـون بـهـا، وجـرت بـذلك السـّنـة عـنـدهـم حـتـّى صـار وايـتـعـمـّدون عمل نظيرها على اءبواب دور اكثرهم .

واءمّا بنو سنان . فاءولاد الّذى حمل الرّمح اءلّذى على سنانه راءس الحسين (ع ).

واءمـّا بـنـو المـكـبـّريـن : فـاولاد الّذى كـان يـكـبـّر خـلف راءس الحـسـيـن (ع )، [وفـي ذلك يقول الشّاعر:


  • ويكبّرون باءن قتلت وإنّما قتلوا بك التكبير والتهليلا

  • قتلوا بك التكبير والتهليلا قتلوا بك التكبير والتهليلا

واءمـّا بـنـو الطـشتى : فاءولاد الّذى حمل الطشت الّذى ترك فيه راءس الحسين (ع ) وهو بدمشق مع بنى الملحى معروفون . (365) واءما بنو القضيبي : فاءولاد الّذى اءحضر القضيب ، إلى يزيد اللّعين لنكت ثنايا الحسين (ع ).

واءمـّا بـنو الدرج : فاءولاد الّذى ترك الراءس في درج جيرون ، وهو باب من اءبواب دمشق انتهى . (366) فـنـقـول : انّ الاخـبـار الصـريـحة متواترة في مدح الحسين (ع ) بفعله هذا، وصبره على هذا الاذى ، وكونه جهادا وشهادة وسعادة واءعطاه اللّه تعالى بهذه مالم يؤ ت اءحدا، وانّ اللّه تعالى سينتقم بنفسه من قاتليه في الدّنيا والاخرة .

الا صل في اءعمال الا ئمة ما ورد فى الوصية

اءقـول : هـذا كـلّه مع انّ الا صل في اءعمال الا ئمة : ما ورد فى الوصية ، وذكر الاخبار بالا ئمة الا ثـنـى عـشـر من اللّه تعالى اءنزل على رسوله ، لكلّ إمام كتابا مختوما بخاتم من ذهب في جميع ما عـلى