منين على بن اءبي طالب (ع ) والناس في ذلك في كرب عظيم فاءغفيت ، فـاذا اءنـا بـشـخـص قـد سـدّ مـابـيـن السـمـاء والارض ، فـقـلت له : مـن اءنـت ؟ فـقـال : اءنـا النـقاد ذوالرقبة ، اءرسلنا إلى صاحب القصر فانتبهت مذعورا، واذا غلام لزياد قد خـرج إلى النـاس ، فـقـال إنـصـرفـوا الامـيـر مـشـغـول . وسـمـعـنـا الصـيـاح مـن داخل القصر فقلت في ذلك .
قال إبن اءبي الحديد: روى عبد الرحمن بن على الجوزى في كتاب المنتظم : اءن زيادا لما حصبه اءهـل الكـوفـة ، وهـو يـخـطب على المنبر، قطع اءيدى ثمانين منهم ، وهّم ان يخرب دورهم ، ويجمّر نـخـلهـم فـجـمعهم حتى ملا بهم المسجد والرحبة . ليعرضهم على البراءة من علي (ع )، وعلم انهم سـيـمـتـنـعـون .
فـيـحـتـج بـذلك عـلى إسـتـيـصـالهـم وإخـراب بـلدهـم ، قال عبد الرحمن بن السائب الا نصارى :
فاءنّى لمع نفر من قومي والناس يومئذ في اءمر عظيم اذ هـويـت تـهـويـمـة (484) فـراءيـت شـيـئا اءقـبـل ، طـويـل العـنـق ، مـثـل عـنـق البـعـيـر اءهـدر اءهـدل (485) فـقـلت له : مـا اءنـت ؟ فقال :
اءنا النقاد ذو الرقبة ، بعثت إلى صاحب هذا القصر، فاستيقظت فزعا، فقلت لا صحابى : هـل رايـتـم مـا راءيـت ؟ قـالوا لا، فـاءخـبـرتـهـم ، وخـرج عـليـنـا خـارج مـن القـصـر فـقـال : انـصـرفـوا فـاءن الا مـيـر يـقـول لكـم : إنـّى عـنـكـم اليـوم مـشـغـول ، واذا الطـاعون قد ضربه ، فكان يقول إنّى لا جد في النصف من جسدى حر النار، حتى هلك لا رحمه اللّه .
فقال عبد الرحمن بن السائب شعرا:
اءقـول : وتبعه على ذلك ، الحجاج بن يوسف الثقفى ، على ما رواه عامة اءصحاب السير من طرق مختلفة : ان الحجاج بن يوسف الثقفى قال ذات يوم : اُحبّ اءن اُصيب رجلا من اءصحاب اءبي تراب ، فـاءتـقـرب إلى اللّه بـدمـه ، فـقـيـل له : مـا نـعـلم اءحـدا كـان اطـول صـحـبـة لا بـي تـراب مـن قـنـبـر مـولاه فـبـعـث فـي طـلبـه ، فـاءتـي بـه فـقـال له : اءنـت قـنـبـر؟ قـال نـعـم قـال : اءبـو هـمـدان ؟ قـال نـعـم . قـال : مـولى عـلي بـن اءبـي طـالب (ع )؟ قـال اللّه مـولاي ، واءمـيـرالمـؤ مـنـيـن عـلى (ع ) ولّي نـعـمـتـى ، قـال إبـراء مـن ديـنـه ؟ قـال فـاءذا بـرئت مـن ديـنـه تـدلّنـي عـلى ديـن غـيـره اءفـضـل مـنـه ؟ قـال إنـّى قـاتـلك ؟ فـاخـتـراءىّ قـتـلة اءحـبّ اليـك ؟ قال : قد صيّرت ذلك اليك ، قال : ولِمَ؟ قال : لا نّك لا تقتلني قِتلة الاّ قتلتك مثلها، وقد اءخبرني اءمـيـرالمـؤ مـنـيـن (ع ) إنّ مـيـتـتـي تـكـون ذبـحـا وظـلمـا بـغـيـر حـق ، قال : فاءمر به فذبح . (487) وروى الصـدوق فـي الخـصـال : اءبـي عـن سـعـد، عـن إبـن اءبـي الخطاب ، عن جعفر بن بشير، عن العرزمى ، عن اءبي عبد اللّه (ع ) قال :
(كان لعلي (ع ) غلام إسمه قنبر، وكان يحب عليّا حبا شديدا، فإذا خرج علىّ(ع ) خرج على اثره بـالسـيـف ، فـراءَّه ذات ليـلة ، فـقـال : يـا قـنـبـر مـالك ؟ قـال : جـئت لا مـشـي خـلفـك فـان النـاس كـمـا تـراهـم يـا اءمـيـرالمـؤ مـنـيـن ، فـخـفـت عـليـك ، قـال : ويـحـك اءمـن اءهـل السـمـاء تـحـرسـنـي اءم مـن اءهـل الا رض ؟ قـال : لا، بـل مـن اءهـل الا رض ، قـال : إن اءهـل الا رض لا يـستطيعون لي شيئا إلاّ باءذن اللّه عز وجل من السماء، فارجع ، فرجع ). (488) وروى محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ، في رجاله : عن إبراهيم بن الحسين الحسنى العقيقى ، رفـعـه قـال : سـاءل الحـجـّاج قـنـبـر، مـولى مـن اءنـت ؟ فـقـال : مـولاي مـن ضـرب بـسـفـيـن ، وطـعـن