میراث حدیث شیعه

مهدی مهریزی، علی صدرائی خوئی

جلد 12 -صفحه : 447/ 20
نمايش فراداده

هذا كلامه ، ولا يخفى عليك أنّ من اللازم ما يكون مساوياً لملزومه فينتج استثناء نقيض المقدم نقيض تاليه كما ينتج عكسه ، وكذا الأمر في استثناء عين التالي ، ولعلّ الأمر في ما نحن بصدده كذلك فتدبّر ، على أنّ فيه كلاماً فوق هذا فلا حاجة له إلى ما التزمه بقوله :

ويمكن ردّه إلى قياس استثنائيّ بالنظر إلى ما يعطيه الكلام كما ذكرنا ، لا بالنظر إلى ظاهره ، وحاصله : لو عرف ربّه لعرف نفسه . انتهى .

ثم استشهد لما أورده أوّلاً بقوله :

وإلى هذا أشار عليه‏السلام /9/ بما روي عنه شعر : * كيفيّة النفس ليس المرء يدركهافكيف كيفيّة الجبّار في القدم

* هو الذي أوجد الأشياء من عدمفكيف يدركه مستحدث النسم

انتهـى .

يعني أن ليس في وسع الممكن المحدَث ووُجْده أن يقدر قدر الواجب القديم ، «وما قَدَرُوا اللّه‏َ حقَّ قدره» 1 ؛ ضرورة توقّفه على ضرب من المناسبة الحقيقيّة أو المجازية ليست ولا يكون بين الممكن المحدث والواجب القديم ، فكيف له الوصول إلى سرادقات عزّه؟ لأنّه وما له يجوز عليه الفناء ، بل إنّه الفناء بذاته حين البقاء فضلاً عمّا له من الأحوال ، فلا يناسب بوجه ما ذلك المبدأ المتعال ، «ليس كمثله شيء وهو السميع البصير» ، ومن هاهنا حذّر عباده بقوله : « وَيُحَذِّرُكُمُ اللّه‏ُ نَفْسَهُ وَاللّه‏ُ رَؤوفٌ بِالْعِبَادِ » 2 .

وقد بالغ فيه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ‏وسلم على ما روي عنه أنّه قال : «كلّنا في ذات اللّه‏ حمقى» 3 ، «تفكّروا في آلاء اللّه‏ ، ولا تتفكّروا في ذاته» 4 . هذا ، سبحان من لم يجعل لخلقه سبيلاً إلى معرفته إلاّ بالعجز عن معرفته .

1 -  سورة الأنعام ، الآية 91 ؛ الحج ، الآية 74 ؛ الزمر ، الآية 67 .

2 -  سورة آل عمران ، الآية 30 .

3 -  لم يوجد في مصدر .

4 -  بحار الأنوار ، ج68 ، ص322 ؛ مجمع الزوائد ، ج1 ، ص81 ؛ كنز العمال ، ج3 ، ص106 ؛ الدر المنثور ، ج2 ، ص110 .