مثل هذه العبارة لا يطلق على ترك السنة فظاهر هذا الاثر يدل على ان القصر متعين و تركه ممتنع لا مكروه فهو إذا مناسب لهذا الباب قال ( باب ترك القصر في السفر رغبة عن السنة ) ذكر فيه حديث ( صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ) ثم ذكر عن الشافعي ( انه قال الصدقة رخصة من الله
لا حتم ) ؟ قلت لكن هذه الصدقة امر الشارع بقبولها فصار القصر واجبا و الاتمام ممنوعا ثم ذكر حديث عائشة ( كان عليه السلام يقصر في الصلوة و يتم ) ثم ذكر عنها اثرا و فيه عمر بن ذرالمرهبى فقال ( كوفي ثقة ) قلت ذكره ابن الجوزي في كتابه و قال قال علي بن الجنيد كان مرجيا ضعيفا ثم ذكر البيهقي ( ان لحديث عائشة شاهدا قويا بسند صحيح ) فاخرجه من حديث العلاء بن زهير عن عبد الرحمن بن الاسود عن ابيه عن عائشة ثم ذكره ( عن
عبد الرحمن قالت عائشة ) ثم قال ( قال الدارقطني الاول متصل و هو اسناد حسن و عبد الرحمن ادرك عائشة فدخل عليها و هو مراهق ) قلت و ذكر في كتاب المعرفة ان الثاني صحيح موصول و في الحديث امران أحدهما ان العلاء قال فيه ابن حبان يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات فبطل الاحتجاج به و الثاني ان اسناده مضطرب و سيأتي عن قريب في هذا الباب من كتاب السنن من كلام ابي بكر النيسابوري ان من قال عن ابيه فقد اخطأ و ذكر الطحاوي
عن عبد الرحمن انه دخل على عائشة بالاستيذان بعد احتلامه فلو أطلق الدارقطني دخوله عليها و لم يقيده بانه كان و هو مراهق لكان أولى و ذكر صاحب الكمال انه سمع منها ثم ذكر البيهقي ( ان عثمان اتم الصلوة لكثرة الاعراب ليعلمهم ان الصلوة اربع ) ثم قال ( و قيل عن هذا و الاشبه انه رأه رخصة ورأى الاتمام جائزا ) قلت قد أنكر عليه ابن مسعود الاتمام و في بعض الروايات أنكر الناس عليه ذلك فلو كان الاتمام جائزا ما أنكروه و ما اعتذر عثمان و لقال
اخترت الاتمام و لم يحتج إلى تأويل و قال ابن حزم روينا من طريق عبد الرزاق عن الزهري بلغني ان عثمان انما صلاها يعنى بمنى لانه ازمع ان يقيم بعد الحج فعلى هذا أتمها معه من كان يتم معه من الصحابة لانهم اقاموا بإقامته و من طريق سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن ابيه قال اعتل عثمان و هو بمنى فاتى على فقيل له صل بالناس فقال ان شئتم صليت
بكم صلوة رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا لا الا صلوة أمير المؤمنين يعنون عثمان اربعا فأبى ثم ذكر البيهقي في آخر هذا الباب حديث عمر ان بن زيد التغلبي عن زيد العمي عن انس قلت العمي ضعيف كذا قال البيهقي في باب النفاس و في كتاب ابن الجوزي قال يحيى ليس بشيء و قال أبو زرعة واهي الحديث ضعيف و قال ابن حبان يروى عن انس اشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج بخبره و في كتاب ابن الجوزي ايضا عمران التغلبي قال يحيى لا يحتج به و قال المزى في كتابه مختلف فيه