صالحة يحشره الله على نيته .
بل الظاهر ان وروده و خروجه إلى الغزو بالاختيار لان الحشر على نيته انما هو في مورده لا في مورد الجبر و القهر مع انه لو كان وروده بنحو الجبر فلا محالة كان خروجه كذلك ايضا أو بحسب النوع فلا يبقى مجال لنيته و الحشر عليها ، مضافا إلى انه لو كان مقهورا في الورود كان على السائل ذكر كونه مكرها و الا فظاهر السوأل انه كان مختارا ، فلا شبهة في ان ظاهرها ان الورود و الخروج كانا باختياره و ان الثواب و العقاب فيهما حسب نيته ان كانت خيرا فيثاب و ان شرا فيعاقب ، و تخصيصه بنية إصلاح حال الشيعة و الاحسان إليهم يحتاج إلى مخصص .
الا ان يقال : ان الظاهر من الرجل المسلم المحب مقابل المسلم الناصب و هو الشيعي فحينئذ يكون قوله : يبعثه الله على نيته كقوله : عليه ما عليه ، لا يدل على كونه مثابا مع نية الخير فان الثواب لا يكون الا مع الولاية و التصديق بإمامتهم ( ع ) بل مع اطلاقها بالنسبة إلينا و إلى غيرنا يشكل ايضا استفادة الحكم منها .
لكن الاحتمال بعيد لان الظاهر ان السائل في الفقرة الاولى كان شيعيا و فى الفقرة الثانية كان السائل هو الحلبي و من العبيد جدا ان يسئل الشيعي سيما مثل الحلبي العريق في التشيع خلفا عن سلف و أبا عن جد رضوان الله عليهم عن حال المخالف بعد موته لاجل الدخول في اعمالهم ، بل الظاهر ان السوأل عن حال الشيعي بان ذلك موجب لعقوبته و لو كان المراد بالسؤال معرفة حكم المسألة فلا وجه للسؤال عن عمل غيرنا فان فقهاء اصحابنا كانوا يسئلون المسائل و يحفظونها في أصولهم للبث في الشيعة فلا وجه للسؤال عن حال غيرهم .
مضافا إلى ان قوله في ذيل الرواية : انما يعطى الله العباد على نياتهم ، يكشف المراد عن قوله : يبعثه الله على نيته ، و يدفع الاحتمال المتقدم ، بل هو كبرى كل لافادة ان الاجر بحسب النيات و لا شبهة في انه راجع إلى من يليق بإعطاء الثواب و الاجر عليه و هو الشيعي بحسب أصول المذهب فلا ينبغى الاشكال في ان السوأل عن الرجل من هذه العصابة .