و ما ذكرناه من الاحتمال جار في جميع الروايات التي تكون بهذا المضمون و قد مرت جملة منها و لعل في بعضها شهادة على ما ذكرناه فراجع مع ان في كل منها نحو مناقشة يظهر بالتأمل فيها .
و منها جملة من الروايات التي يستفاد منها ان شهادة الزور عدل الشرك ( 1 ) متمسكا فيها قوله تعالى فاجتنبوا الرجس من الاوثان و اجتنبوا قول الزور ( 2 ) كرواية دعائم الاسلام ( 3 ) عن أبي جعفر عليه السلام و فيها " فمن الزور ان يشهد الرجل بما لا يعلم أو ينكر ما يعلم و قد قال الله عز و جل و اجتنبوا قول الزور حنفاء لله مشركين به فعدل تبارك اسمه شهادة الزور بالشرك " و عن تفسير الشيخ ابى الفتوح ( 4 ) عن رسول الله صلى الله عليه و آله انه قال في خطبته على المنبر : " ان شهادة الزور تعادل الشرك بالله تعالى ثم تلا قوله تعالى و اجتنبوا الرجس من الاوثان و اجتنبوا قول الزور " و قريب منها عن ابن ابى جمهور عن النبي صلى الله عليه و آله ( 5 ) .
فتدل هذه الروايات على ان مقارنة قول الزور للشرك في الآية الكريمة ليست بمجرد كونه من المحرمات بل لكونه عدلا للشرك في كونه كبيرة خصه تعالى بالذكر قريبا للشرك من بين سائر المحرمات تنبيها على عظمه و كبره كما يوافقه الاعتبار .
و يؤيده صحيحة عبد العظيم الحسني ( 6 ) عن ابيعيدالله عليه السلام في تعديد الكبائر و فيها و شرب الخمر لان الله نهى عنها كما نهى عن عبادة الاوثان فتمسك لكونه كبيرة بمقارنته في الكتاب العزيز لعبادة الاوثان مشيرا إلى قوله تعالى : انما الخمر
1 - الوسائل و المستدرك - كتاب الجهاد - الباب 46 - من أبواب جهاد النفس . 2 - سورة الحج - الاية 31 . 3 - و 4 - المستدرك - كتاب الشهادات - الباب 6 . 5 - المستدرك - كتاب الشهادات - الباب 6 . 6 - الوسائل - كتاب الجهاد - الباب 46 - من أبواب جهاد النفس .