مجمع الفائدة و البرهان فی شرح إرشاد الأذهان

احمد بن محمد الملقب بالمقدس الأردبیلی؛ المحققون و المصححون: مجتبی العراقی، علی بناه الاشتهاردی، حسین الیزدی الإصفهانی

جلد 5 -صفحه : 408/ 347
نمايش فراداده

( 5 ) تقديم الصلاة على الافطار

و لانه قد يغلب بعده النوم فيفوت الاوراد ، و التلاوة ، و الادعية أو يقع من توجه ، و هذا مجرب عندي و قد جربته مرارا ، و لهذا اختبرت التأخير عن الجميع غالبا . و لان فيه كسر الشهورة النفسانية و عدم إعطاء النفس هواها و منعها عنها الموجوب لدخول الجنة . إلا أن يكون الامر بالعكس في ذلك فينبغي تقديم الافطار ، للضعف أو عدم التوجه أو هواء النفس في التأخير . و لو أمكن الافطار في الجملة ثم الاشتغال بالاوراد إلى أن يخلص ثم الاكل بحيث يشبع ، ليمكن كونه أولى للعمل بالخبر (1 ) و أكثر ما مر إلا انه يفوت وقت استجابة الدعاء و قد يئول بعد الشروع ، إلى الشبع كما جربناه أيضا مررا ، و قد يحصل الادخال ( 2 ) . و يدل على استحباب تقديم الصلاة أيضا مرسلة عبد الله بن بكير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يستحب للصائم ان قوي على ذلك أن يصلي قبل ان يفطر ( 3 ) . و رواية زرارة و فضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام في رمضان ، تصلي ثم تفطر إلا أن تكون مع قوم ينتظرون الافطار ، فإن كنت تفطر معهم فلا تخالف عليهم ، فافطر ثم صل و إلا فابدء بالصلاة ، قلت و لم ذلك ؟ قال : لانه قد حضرك فرضان ، الافطار و الصلاة فابدء بأفضلهما ، أفضلهما الصلاة ثم قال : تصلي و أنت


1 - يعنى الخبر المنقول من طرق العامة ، عن أبي هريره عن النبي صلى الله عليه و آله كما تقدم

2 - يحتمل إرادة إدخال السرور بتقديم الافطار ليرتفع الانتظار كما سيصرح قده بذلك بعدا سطر

3 - الوسائل باب 7 حديث 3 من أبواب آداب الصائم