لهما فلا تطلق واحدة بكلام الاخرى وحدها و هذا أظهر الوجهين لاصحاب الشافعي ، و هكذا لو قال ان دخلتما هاتين الدارين فالحكم فيها كالاولى و هذا فيما لم تجر العادة بانفراد الواحد به ، فأما ما جرى العرف فيه بانفراد الواحد فيه بالواحد كنحو ركبا دابتيهما و لبسا ثوبيهما و تقلدا سيفيهما و اعتقلا رمحيهما و دخلا بزوجيهما و أشباه هذا فانه يحنث إذا وجه منهما منفردين ، و ما لم تجر العادة فيه بذلك فهو على الوجهين ، و لو قال ان أكلتما هذين الرغيفين فأكلت كل واحدة منهما رغيفا يحنث لانه يستحيل أن تأكل كل واحدة منهما الرغيفين بخلاف الرجلين و الدارين ( فصل ) فان قال أنت طالق ان كلمت زيدا و محمد مع خالد لم تطلق حتى تكلم زيدا في حال يكون فيها محمد مع خالد ، و ذكر القاضي أنه يحنث بكلام زيد فقط لان قوله محمد مع خالد استئناف كلام بدليل أنه مرفوع و الصحيح ما قلناه لانه متى أمكن جعل الكلام متصلا كان أولى من قطعه و الرفع لا ينفي كونه حالا فان الجملة من المبتدأ و الخبر تكون حالا كقوله تعالى ( إقترب للناس حسابهم و هم في غفلة معرضون ) و قال ( الا استمعوه و هم يلعبون - و أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون ) و هذا كثير فلا يجوز قطعه عن الكلام الذي هو في سياقه مع إمكان وصله به ، و لو قال ان كلمت زيدا و محمد مع خالد فأنت طالق لم تطلق حتى تكلم زيدا في حال كون محمد مع خالد فكذلك إذا تأخر قوله محمد مع خالد ، و لو قال أنت طالق ان كلمت زيدا و أنا غائب لم تطلق حتى تكلمه في حال غيبته ، و كذلك لو قال أنت طالق ان كلمت زيدا و أنت