شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 1 -صفحه : 266/ 17
نمايش فراداده

و لا كبيرة و هم سكان السماوات .

قال الله تعالى : ( لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون ) و قال تعالى : ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله و لا الملائكة المقربون ) .

فهذا تفضيل لهم على المسيح عليه السلام و قال تعالى : ( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) .

و لم يقل تعالى على كل من خلقنا .

و لا خلاف في أن بني آدم أفضل من كل خلق سوى الملائكة فلم يبق إلا الملائكة ، و إسجاده تعالى الملائكة لآدم على جميعهم السلام سجود تحية فلو لم يكونوا أفضل منه لم يكن له فضيلة في أن يكرم بأن يحيوه .

و قد تقصينا هذا الباب في كتاب ( الفصل ) غاية التقصى و الحمد الله رب العالمين .

و قال تعالى : ( وترى الملائكة حافين من حول العرش ) .

27 - مسألة - و أن الجن حق و هم خلق من خلق الله عز و جل فيهم الكافر و المؤمن يروننا و لا نراهم يأكلون و ينسلون و يموتون .

قال الله تعالى : ( يا معشر الجن و الانس ) .

و قال تعالى : ( و الجان خلقناه من قبل من نار السموم ) .

و قال تعالى حاكيا عنهم أنهما قالوا : ( و أنا منا المسلمون و منا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) .

و قال تعالى : ( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) .

و قال تعالى : ( أ فتتخذونه و ذريته أوليآء من دوني ) و قال تعالى : ( كل من عليها فان ) .

و قال تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت ) .

حدثنا أحمد بن محمد بن الجسور و عبد الله بن ربيع قال أحمد أخبرنا وهب بن مسرة نا محمد بن وضاح نا أبو بكر بن أبى شيبة ، و قال عبد الله : نا محمد بن معاوية نا أحمد بن شعيب نا هناد بن السري ، ثم اتفق ابن أبى شيبة و هناد قالا : نا حفص بن غياث عن داود الطائي عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله بن سمعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تستنجوا بالعظام و لا بالروث فانهما زاد اخوانكم من الجن ) .

28 - مسألة - و أن البعث حق و هو وقت ينقضى فيه بقاء الخلق في الدنيا فيموت كل من فيها ثم يجيى الموتى يجيى عظامهم التي في القبور و هي رميم و يعيد الاجسام كما كانت و يرد إليها الارواح كما كانت و يجمع الاولين و الآخرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة يحاسب فيه الجن و الانس فيوفى كل أحد قدر عمله .

قال