عن خالد الحذاء عن كثير بن الصلت ، و هذا أبطل و أبطل ، لان خالدا الحذاء لم يدرك كثير بن الصلت ، ثم لو صح لما كان لهم فيه حجة لان نصه يبين أنه انما كان قبل النهى ، لان من الباطل المحال أن يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهاهم عن
ببول و لا غائط منذ كذا و كذا ، فقال عراك : حدثتني عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بلغه قول الناس في ذلك أمر بمقعدته فاستقبل بها القبلة ) قال الدارقطني : ( هذا أضبط اسناد ، و زاد فيه خالد بن ابي الصلت و هو الصواب ) . و قد ادعى ابن حزم أن خالد بن أبى الصلت مجهول ، و تعقبه ابن مفوز فقال : ( هو مشهور بالرواية معروف بحمل العلم لكن حديثه معلول ) و ذكره ابن حبان في الثقات ، و ذكره أسلم بن سهل في تاريخ واسط و حكى عن سفيان بن حسين قال : ( كنا نأتي خالد بن أبي الصلت و كان عينا لعمر ابن عبد العزيز بواسط و كانت له هيئة ) و العلة التي فيه هى ما نقله السندي كما ذكرنا آنفا ، و قد نقل ذلك ابن حجر في التهذيب في ترجمة عن الترمذي في العلل الكبير عن البخاري أنه قال : ( فيه اضطراب و الصحيح عن عائشة قولها ) أي إنه رجح أنه موقوف على عائشة ، و هذا ترجيح لا دليل عليه ، فان رواية بعض الرواة إياه موقوفا لا يمنع أن يكون مرويا مرفوعا من طريق أخرى صحيحة و قد صرح على بن عاصم في روايته بسماع خالد بن أبى الصلت من عراك بن مالك ، و سماع عراك من عائشة ، و على ثقة له أوهام و أغلاط ، و قد تابعه على ذلك حماد بن سلمة ، فارتفعت شبهة الغلط ، فقد نقل ابن حجر في التهذيب ( ج 3 ص 97 ) عن تاريخ البخاري قال : ( قال موسى ثنا حماد هو ابن سلمة عن خالد الحذاء عن خالد بن أبى الصلت قال كنا عند عمر بن عبد العزيز فقال عراك ابن مالك : سمعت عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه و سلم : حولى مقعدتى إلى القبلة ) و قد نقل الحازمي في الناسخ و المنسوخ ( ص 37 ) انه تابعه أيضا عبد الله بن المبارك ، فهذه الروايات تؤكد صحة الحديث بالسند الصحيح الثابت بالسماع ، و قد أعله أحمد بن حنبل بأن عراكا لم يسمع من عائشة ، فقد نقل ابن أبي حاتم في المراسيل ( ص 60 ) ذلك عن احمد و نقله ابن حجر عن الاثرم عنه . و هذه علة صحيحة لما رأيت من تصريحه بالسماع منها ، و رواية عراك بعض الاحاديث عن عروة عن عائشة لا تنفى سماعه منها ، قال ابن دقيق