10 - مسألة - و ان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله إلى جميع الانس و الجن كافرهم و مؤمنهم برهان ذلك : انه عليه السلام أتى بهذا القرآن المنقول إلينا بأتم ما يكون من نقل التواتر و أنه دعا من خالفه إلى أن يأتوا بمثله فعجزوا كلهم عن ذلك و أنه شق له القمر قال الله عز و جل : ( اقتربت الساعة و انشق القمر و ان يروا آية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر و كذبوا و أتبعوا أهواء هم و كل أمر مستقر و لقد جاءهم من الا نباء ما فيه مزدجر حكمة با لغة فما تغنى النذر ) .
و حن الجذع اذ فقده حنينا سمعه كل من حضره و هم جموع كثيرة و دعا اليهود إلى تمني الموت ان كانوا صادقين و أخبرهم أنهم لا يتمنونه فعجزوا كلهم عن تمنيه جهارا و دعا النصارى إلى مباهلته فأبوا كلهم .
و هذان البرهانان مذكوران جميعا في نص القرآن كما ذكر فيه تعجيزه جميع العرب عن أن يأتوا بمثاه أولهم عن آخرهم .
و نبع لهم الماء من بين أصابعه و أطعم مئين من الناس من صاع شعير وجدي و أذعن ملوك اليمن و البحرين و عمان لامره للايات التي صحت عندهم عنه فنزلوا عن ملكهم كلهم طوعا دون رهبة أصلا و لا خوقا من أن يغزوهم و لا برغبة رغبهم بها بل كان فقيرا يتنما .
و هناك قوم يدعون النبوة كصاحب صنعاء و كصاحب اليمامة كلاهما أقوى جيشا و أوسع منه بلادا فما التفت لهم أحد قومها و كان هو أضعفهم جندا و أضعفهم بلدا و أبعدهم من بلاد الملوك دارا فدعا الملوك و الفرسان الذين قد ملؤوا جزيرة العرب و هي نهو شهرين في نهو ذلك إلى اقامة الصلاة و أداء الزكاة و إسقاط الفخر و التجبر و التزام التواضع و الصبر للقصاص في النفس فما دونها من كل حقير أو رفيع دون أن يكون معه مال و لا عشيرة تنصره بل اتبعه كل من اتبعه مذعنا لما بهرهم من آياته و لم يأخذ قط بلدة عنوة و غلبة الا خيبر و مكة فقط .
و في القرآن العظيم ( يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا ) و قال تعالى ( يا معشر الجن و الانس ) .
و قال تعالى ( قل أوحى الي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فاطاركفه ) إلى قوله ( و أنا منا المسلمون و منا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) و قال تعالى ( و من يبتغ الا سلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين ) 11 - مسألة - نسخ عز و جل بملته كل ملة و ألزم أهل الارض جنهم و انسهم اتباع