شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 4 -صفحه : 272/ 209
نمايش فراداده

مذهب مالك رحمه الله يقدم الافضل وان كان أقل قراءة ورده

قال علي : و قد فسر رسول الله صلى الله عليه و سلم الهجرة الباقية أبدا كما حدثنا عبد الرحمن ابن عبد الله الهمداني ثنا ابراهيمم بن احمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا آدم ثنا شعبة عن عبد الله ابن أبى السفر و إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) ( 1 ) قال علي : و قال مالك : يؤم الافضل و ان كان أقل قراءة .

و هذا خطأ ، لانه خلاف أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الاعرابي ثنا الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج أنا نافع أنه سمع ابن عمر يقول : ( كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الاولين أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و الانصار في مسجد قباء ، فيهم أبو بكر ، و عمر ، و أبو سلمة ، و زيد بن حارثة ، و عامر بن ربيعة قال على : و حدثناه عبد الرحمن بن عبد الله ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : ( لما قدم المهاجرون الاولون العصبة موضعا بقباء ( 2 ) قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم : كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة و كان أكثرهم قرآنا ) ( 3 ) قال علي : فهذا فعل الصحابة رضى الله عنهم بعلم رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا مخالف لهم من الصحابة في ذلك فان قيل : ان عمر قدم صهيبا قلنا : نعم و صار صهيب أميرا مستخلفا من قبل الامام ، فهو أحق الناس يومئذ لانه سلطان قال علي : و روينا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن و سعيد بن جبير فقال أبو سلمة : قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمهم أقرؤهم ، و ان كان أصغرهم سنا ، فإذا أمهم فهو أميرهم ) و قال أبو سلمة : فذاك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم

1 - في البخارى ( ج 1 ص 16 ) و هذا تأول بعيد جدا من المؤلف و انما المراد في ذاك الحديث أقدمهم هجرة إلى المدينة و قد كان التفاضل بينهم بالسبق إليها ( 2 ) العصبة بضم العين و إسكان الصاد المهملتين و يقال بفتح العين مع إسكان الصاد أو مع فتحها .

و قوله ( موضعا ) في البخارى ( موضع ) بالرفع ( 3 ) في البخارى ( ج 1 ص 281 ) و أبو داود ( ج 1 ص 229 ) ( 4 ) هذا مرسل