عمل مدينة ( سالم ) بالاندلس ، فانهم يزرعون الشعير في آخر ( أ يلول ) و هو ( شتنبر ) ( 1 ) لغلبة الثلج على بلا دم ، حتى يمنعهم من زرعها ان لم يبكروا به كما ذكرنا ، و يتصل الزرع بعد ذلك مدة ستة أشهر و زيادة أيام ، فقد شاهدنا في بعض الاعوام زريعة القمح و الشعير في صدر ( أذار ) و هو ( مرس ) ( 2 ) وا بكر ما صح عندنا حصاده ( فألش ) ( 3 ) من عمل ( تدمير ) ( 4 ) فانهم يبدؤون بالحصاد في أيام باقية من ( نيسان ) و هو ( ابريل ) و يتصل الحصاد أربعة أشهر إلى صدر زمن ( أ يلول ) و هو ( اغشت ) ( 5 ) و هي كلها صيفة واحدة ، و استحصاد واحد متصل 663 - مسألة - فلو حصد قمح أو شعير ثم أخلف في أصوله زرع فهو زرع آخر ، لا يضم إلى الاول ، لما ذكرنا قبل .
و بالله تعالى التوفيق 664 - مسألة - و الزكاة واجبة في ذمة صاحب المال لا في عين المال قال أبو محمد : و قد اضطربت أقوال المخالفين في هذا ، و برهان صحة قولنا هو ان لا خلاف بين احد من الامة - من زمنا إلى زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم - في ان من وجبت عليه زكاة بر أو شعير أو تمر أو فضة أو ذهب أو ابل أو بقر أو غنم فأعطى زكاته الواجبة عليه من ذلك الزرع و من غير ذلك التمر و من غير ذلك الذهب و من xغير تلك الفضة و من xغير تلك الابل و من xغير تلك البقر و من xغير تلك الغنم - : فانه لا يمنع من ذلك ، و لا يكره ذلك له ، بل سواء أعطى من تلك العين ، أو مما عنده من غيرها ، أو مما يشترى ، او مما يوهب ، أو مما يتقرض ، فصح يقينا ان الزكاة في الذمة لا في العين إذ لو كانت في العين لم يحل له
شنت برية ) . و اما ( شنت ) فانها بفتح الشين المعجمة و إسكان النون ، قال ياقوت ( و أظنها لفظة يعنى بها البلدة أو الناحية لانها تضاف إلى عدة اسماء و هو خطأ بل هى تعريب كلمة ( سانت ) بمعنى قديس في لغات الافرنج ، و اما ( برية ) فقد ضبطت في النسخة رقم ( 14 ) بفتح الباء و إسكان الراء و فتح الياء ، و ضبطها ياقوت بفتح الباء و كسر الراء و تشديد الياء المفتوحة ، و هي ( مدينة متصلة بحوز مدينة سالم بالاندلس ، و هي شرقي قرطبة ، و هي مدينة كثيرة الخيرات ، لها حصون كثيرة ) ( 1 ) هو المعرب الآن بإسم ( سبتمبر ) 2 - هو المسمى الآن ( مارس ) ( 3 ) ( ألش ) بفتح الهمزة و إسكان اللام و آخره شين معجمة ، مدينة بالاندلس ( 4 ) بضم التاء و إسكان الدال المهملة و ياء ساكنة وراء كورة بالاندلس شرقي قرطبة بينهما سبعة أيام ( 5 ) هو المعرب الآن بإسم ( اغسطس ) و ذلك ان ( أ يلول ) العبرى يبدأ في الثلث الاخير من اغسطن و ينتهى في الثلث الاخير من سبتمبر