شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 8 -صفحه : 524/ 294
نمايش فراداده

أنه لم ير الحجر واجبا ( 1 ) و لو رآه على .

أو عثمان واجبا لما حل لهما أن لا يمضياه ، و هذا خبر ناقص رويناه بتمامه من طريق حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن محمد ابن سيرين أن عثمان قال لعلى : خذ على يد ابن أخيك اشترى سبخة آل فلان بستين ألفا ما أحب أنها لي بنعلي فأقل قال : فجزأها عبد الله بن جعفر ثمانية أجزاء و ألقى فيها العمال فأقبلت الارض فمر بها عثمان فقال : لمن هذه ؟ قالوا : لعبد الله بن جعفر فقال : يا ابن أخى ولنى جزءين منها فقال عبد الله بن جعفر : لا و الله حتى تأتيني بالذين سفهتنى عندهم فيطلبون إلى ففعل فقال : و الله لا أنقصك جز أين منها من مائة و عشرين ألفا قال عثمان : قد أخذتهما فصح أن ذلك القول كان من عثمان رأى قد رجع عنه لانه لم يحجر عليه أصلا ما بين إنكاره للشراء إلى أن أقبلت الارض و أما الرواية الاخرى عن على أنه ذكر لعثمان أنه يحجر على عبد الله بن جعفر في بيع ابتاعه فقال له الزبير : أنا شريكه فيه فرواية ننكرها جدا ، و لا يخلوا ذلك البيع من أن يكون يوجب الحجر على صاحبه أو لا يوجبه فان كان يوجب الحجر فالحجر واجب على الزبير كما هو على عبد الله و ان كان لا يوجب الحجر على الزبير فما يوجبه على عبد الله و لا على غيره ، و قد أعاذ الله عثمان رضى الله عنه من أن يكون يترك حقا واجبا من أجل ان الزبير في الطريق و قد أعاذ الله الزبير رضى الله عنه من أن يحول بين الحق و بين إنفاذه و قد أعاذه الله عليا رضى الله عنه في أن يتكلم فيما لم يتبين له فان قيل : انما ترك عثمان الحجر على عبد الله من أجل الزبير لانه علم أن الزبير لا يخدع في البيع فعلم بدخلول الزبير فيه انه بيع لا يحجر في مثله قلنا : فقد مشى على في خطأ إذا أراد الحجر في بيع لا يجوز الحجر فيه و صح بهذا كله أنه رأى ممن رآه منهم و قد خالفهم عبد الله بن جعفر فلم يرالحجر على نفسه في ذلك و هو صاحب من الصحابة فبطل تعلقهم بهذين الخبرين و أما الرواية عن ابن الزبير فطامة الابد لا ندرى ( 2 ) كيف استحل مسلم أن يحتج بخطيئة .

و وهلة . و زلة كانت من ابن الزبير و الله تعالى يغفر له اذ أراد مثله في كونه من أصاغر الصحابة أن يحجر على مثل أم المؤمنين التي أثنى الله تعالى عليها أعظم الثناء في نص القرآن و هو لا يكاد يتجزى منها في الفضل عند الله تعالى ، و هذا خبر رويناه من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن عوف بن الحارث ابن أخى عائشة أم المؤمنين لامها أن عائشة أم المؤمنين حدثت : ( أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته : و الله لتنتهين عائشة أو لا حجرن عليها فقالت عائشة : أو قال هذا ؟ قالوا : نعم فقالت عائشة : هو لله على نذر ان لا أكلم ابن الزبير كلمة أبدا ثم ذكر الحديث بطوله و تشفعه إليها و بكاه لعبد الرحمن


1 - في النسخة رقم 14 ( لم يره واجبا ) ( 2 ) في النسخة رقم 14 ( ما ندرى ) )