شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 8 -صفحه : 524/ 32
نمايش فراداده

كتاب الايمان 1126 لا يمين الا بالله عزوجل و برهان ذلك

ان شاء الله تعالى أو الا ان يشاء الله تعالى أو نحوه مما يعلقه بإرادة الله عز و جل فلا يكون مخلفا لوعده ان لم يفعل لانه انما وعده أن يفعل إن شاء الله تعالى ) و قد علمنا أن الله تعالى لو شاءه لا نفذه فان لم ينفذه فلم يشأ الله تعالى كونه ، و قول الله تعالى : ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) على هذا أيضا مما يلزمهم كالذي وصف اله تعالى عنه اذ يقول : ( و منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن و لنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به و تولوا و هم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه ) ، فصح ما قلنا لان الصدقة واجبة . و الكون من الصالحين واجب فالوعد و العهد بذلك فرضان فرض انجازهما ، و بالله تعالى التوفيق ، و أيضا فان هذا نذر من هذا الذي عاهد الله تعالى على ذلك و النذر فرض و بالله تعالى نتأيد ، تم كتاب النذور و الحمد لله أو لا و آخرا كتاب الايمان 1126 - مسألة لا يمين الا بالله عز و جل إما بإسم من أسمائه تعالى أو بما يخبر به عن الله تعالى و لا يراد به غيره مثل مقلب القلوب . و وارث الارض و ما عليها .

الذي نفسى بيده رب العالمين ، و ما كان من هذا النحو ، و يكون ذلك بجميع اللغات .

أو بعلم الله تعالى .

أو قدرته .

أو عزته .

أو قوته .

أو جلاله ، و كل ما جاء به النص من مثل هذا فهذا هو الذي ان حلف به المرء كان حالفا فان حنث فيه كانت فيه الكفارة ، و أما من حلف بغير ما ذكرنا أى شيء كان لا تحاش شيئا فليس حالفا و لا هى يمينا و لا كفارة في ذلك ان حنث و لا يلزمه الوفاء بما حلف عليه بذلك و هو عاص لله تعالى فقط و ليس عليه الا التوبة من ذلك و الاستغفار برهان ذلك ما ذكرناه قبل في كتاب النذور من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من كان حالفا فلا يحلف الا بالله ) ، و قوله تعالى .

( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسني ) و قال تعالى .

( و لله الاسماء الحسني فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون في اسمائه ) و كل ما ذكر نا قبل فانما يراد به الله تعالى لا شيء سواه و لا يرجع من كل ذلك إلى شيء الله تعالى روينا من طريق البخارى نا أبو اليمان - هو الحكم بن نافع - أنا شعيب ابن أبى حمزة ( 1 ) نا أبو الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة [ رضى الله عنه ] ( 2 ) ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .

ان لله تسعة و تسعين اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة ) ، و قال تعالى : ( ان هى الا أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) فصح


1 - هو بحاء مهملة و اسمه دينار الاموى ( 2 ) الزيادة من صحيح البخارى ج 4 ص 45