شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 8 -صفحه : 524/ 327
نمايش فراداده

مسائل من كتاب الايصال للمصنف وضعت فى أسفل الصحائف للتنبيه على مقدار اهمية الكتاب

1401 استدراك على ما تقدم و هى تشتمل على منع الوصى من أكل مال الموصى عليه و بيان ذلك

تناقض و عكس للحقائق ، و قال بقولنا أبو يوسف . و أبو سليمان . و سفيان الثورى في أحد قوليه ، فعلى كل حال قد خالفوا ابن مسعود و بالله تعالى التوفيق 1402 مسألة مستدركة ، و لا يحل للوصي أن يأكل من مال من إلى نظره مطارفة لكن ان احتاج استأجره له ( 1 ) الحاكم بأجرة مثل عمله لقول الله تعالى : ( و لا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هى أحسن ) فان ذكروا قول الله تعالى : ( و من كان فقيرا فليأكل بالمعروف ) قلنا : قد قال بعض السلف : ان هذا الاكل المأمور به انما هو في مال نفسه لا في مال اليتيم و هو الاظهر لان الله تعالى يقول : ( ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا ) فهي حرام أشد التحريم الا على سبيل الاجرة أو البيع اللذين أباحهما الله تعالى و بالله تعالى التوفيق ( 2 )


1 - لفظ ( له ) سقط من النسخة رقم 14 ( 2 ) إلى هنا انتهى كتاب الحجر ، و قد ذكر المصنف في كتابه الايصال مسائل كثيرة و فروعا في الفقة زيادة على ما في كتاب المحلى فنسخها كاتب النسخة الحلبية و ألحقها بكتاب المحلى و نبه على ذلك ، و لما كانت مشتملة على أحكام فقهية نافعة ألحقتها هنا الا انى فصلتها عن أصل الكتاب و جعلنا مستقلة خوف اختلاطها بالاصل و هي هذه زيادة من الايصال في الاكل من مال اليتيم للوصي و القاضي قال على : ذهب أبو حنيفة إلى انه لا يأكل منه شيئا في الحضر قال : فان سافر من أجله أخذ ما يحتاج اليه قال على : هذا تقسيم فاسد لا دليل على صحته و ذهب مالك إلى أنه لا يأكل منه الا الشيء اليسير كالحلب و التمر ان كان غنيا و ان كان فقيرا فليأكل بقدر حاجته ، و ذهب آخرون إلى أنه لا يحل له أن يأكل من مال اليتيم شيئا روى ذلك عن ابن عباس و هو قول أبى سليمان و أصحابنا قال على : فلما اختلفوا كما ذكرنا وجب الرد إلى كلام الله و ما صح من كلام رسوله عليه السلام كما افترض الله علينا إذ يقول : ( فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول ان كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ) ففعلنا فوجدنا الله تعالى يقول : ( يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير و ان تخالطوهم فإخوانكم و الله يعلم المفسد من المصلح و لو شاء الله لاعنتكم ) و قال تعالى : ( و ابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم و لا تأكلوها إسرافا و بدرا أن يكبروا و من كان غنيا فليستعفف و من كان فقيرا فيأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم و كفى بالله حسيبا ) و قال تعالى : ( و آتوا اليتامى أموالهم و لا تتبدلوا الخبيث بالطيب و لا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا ) و قال تعالى : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا ) و قال تعالى : ( و لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هى أحسن