و عثمان ليس بحجة ، و إذا وافق قول عمر . و عثمان رأى مالك و خالفهما أنس . و الحارث ابن هشام و هما صاحبان و معهما القرآن صار قول عمر . و عثمان حجة و لم يكن قول أنس حجة ان هذا لعجب و حسبنا الله و نعم الوكيل فان موهوا بتعظيم أمر العتق قلنا : أين كنتم عن هذا التعظيم ؟ اذ لم توجبوا الكتابة فرضا لعتق العبد إذا طلبها و القرآن يوجب ذلك . و عمر و عثمان و غيرهما ، و أين كنتم عن هذا التعظيم اذ رددتم المكاتب رقيقا من أجل دينار أو درهم بقي عليه لم يقدر عليه فبادرتم و أبطلتم : كل ما أعطى و لم تؤجلوه الا ثلاثة أيام و بعضكم أيضا أمرا يسيرا و أنتم بزعمكم أصحاب نظر فاى فرق بين طلب العبد تعجيل جميع ما عليه ليتعجل العتق و السيد يأبى الا شرطه الجائز بالقرآن و السنة و الاجماع فتجبرون السيد على ما لا يريد و بين أن يريد السيد تعجيل الكتابة كلها لتعجيل عتق العبد و العبد قادر على ذلك الا أنه يأبى الا الجرى على نجومه فلا تجبرونه على ذلك فهل في التخاذل و التحكم بالباطل و المناقضة أكثر من هذا ؟ 1702 مسألة و فرض على السيد أن يعطى المكاتب ما لا من عند نفسه ما طابت به نفسه مما يسمى ما لا في أول عقد الكتابة و يجبر السيد على ذلك فلو مات قبل أن يطيعه كلف الورثة ذلك من رأس المال مع الغرماء برهان ذلك قول الله تعالى : ( فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا و آتوهم من مال الله الذي آتاكم ) فهذا أمر لا يجوز تعديه و هو قول الشافعي : و أبى سليمان الا أن الشافعي تناقض فرأى قوله تعالى فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا على الندب ورأى قوله تعالى : ( و آتوهم من مال الله الذي آتاكم ) على الوجوب و هذا تحكم وكلا الامرين لم يحد فيه عددا ما أحدهما موكول إلى السيد و الآخر موكول اليه و إلى العبد بالمعروف مما لا حيف فيه و لا مشقة و لا حرج عليهما ، و قال أبو حنيفة : و مالك .
كلا الامرين ندب و قوله تعالى : ( و آتوهم من مال الله الذي آتاكم ) أمر للسيد و لغيره قال أبو محمد : هذا خطأ أما قولهم : كلا الامرين ندب فلا يحل أن يحمل قول الله تعالى : افعلوا على لا تفعلوا ان شئتم و لا يفهم هذا المعنى أحد من هذا اللفظ و هذا احالة لكلام الله تعالى عن مواضعه الا بنص آخر ورد بذلك ، و أما قولهم : انه أمر للسيد و غيره فباطل لانه معطوف على قوله ( فكاتبوهم ) فصح ضرورة ان المأمورين بالكتابة له هم المأمورون باتيانهم من مال الله لا يفهم أحد من هذا الامر هذا فظهر فساد قولهم و تحكمهم بالدعوى بلا دليل و روينا هذا القول أنه حث السيد و غيره عن بريدة الاسلمى من طريق فيها الحسن بن واقد و هو ضعيف و لا حجة في أحد دون رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قالت