شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 10 -صفحه : 529/ 62
نمايش فراداده

سعيد بن منصور نا هشيم أنا عبد الله بن عون عن ابن سيرين عن أنس بن مالك أن عمر ابن الخطاب بعث رجلا على بعض السقاية فتزوج إمرأة و كان عقيما فقال له عمر : أعلمتها أنك عقيم قال لا قال فانطلق فأعلمها ثم خيرها ، و روى أيضا أنه رضى الله عنه أجل مجنونا سنة فان أفاق و الا فرق بينه و بين إمرأته و هم يخالفون عمر في كل ذلك فمن أين وجب تقليده في العنين دون العقيم و المجنون ؟ و أما الرواية عن ابن مسعود فانما جاءت من طريق عبد الكريم الجزري و لم يولد الا بعد موت ابن مسعود أو من طريق حصين بن قبيصة و هو مجهول ، و أما الرواية عن على فمن طريق يزيد ابن عياض بن جعدية و هو مذكور بالكذب و وضع الحديث و من طريق الحسن ابن عمارة و هو متروك الحديث جملة هالك و من طريق الضحاك بن مزاحم و هو لا شئ ، و أما الرواية عن الصحابة جملة فمن طريق شريك و هو مدلس عن جابر الجعفي و هو كذاب مشهور بذلك فاسد الدين يقول بالرجعة ، و أما الرواية عن المغيرة ابن شعبة فمن طريق أبى طلق العائدى . و أبى النعمان و هما مجهولان لا يدريهما أحد ، و عن الحجاج بن أرطاة و هو ساقط مطرح عن رجل لا يعرف اسمه و لا يدرى من هو عن حنظلة بن نعيم و هو مجهول فسقط كل ما تعلقوا به ، ثم لو صح كل ذلك لكان قد روى عن عثمان . و على . و سمرة . و معاوية خلاف ذلك و ليس بعضهم أولى بأخذ قوله من بعض ، و أيضا فان في الرواية عن عمر . و ابن مسعود ان عليها العدة و هو أملك بها ما دامت في عدتها و هم لا يقولون بذلك و أيضا فليس عن أحد من المذكورين انه ان وطئها مرة واحدة فلا كلام لها و لا توقيف و صح انهم مخالفون لكل من روى عنه في ذلك كلمة من الصحابة رضى الله عنهم و لا متعلق لهم بضرر فقد الجماع لانها إذا كلفوها صبر سنة فلا فرق بين صبر سنة و بين صبر سنتين و هكذا ما زاد ثم أشد ذلك قولهم ان وطئها مرة في الدهر فلا كلام لها و الضرر في ذلك أشد منه في التي لم يطأها قط ، من قال هذا فقد جاهر و كابر الضرورة و الحس قال أبو محمد : و برهان صحة قولنا هو ان كل نكاح صح بكلمة الله عز و جل و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم فقد حرم الله تعالى بشرتها و فرجها على كل من سواه فمن فرق بينهما بغير قرآن أو سنة ثابتة فقد دخل في صفة الذين ذمهم الله تعالى بقوله : ( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه ) و نعوذ بالله من هذا ، و قد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل قولنا كما روينا من طريق مسلم نا أبو الطاهر . و حرملة بن يحيى و اللفظ له قال : أنا ابن وهب أخبرني يونس - هو ابن يزيد - عن الزهرى نى عروة بن الزبير أن عائشة