شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 11 -صفحه : 432/ 209
نمايش فراداده

حاطب و هذا باطل لان ثعلبة بدري معروف و هذا اثر ناه حمام نا يحيى بن مالك ابن عائذ نا الحسن بن أبي غسان نا زكريا بن يحيى الباجي نى سهل السكرى نا أحمد ابن الحسن الخراز نا مسكين بن بكير نا معان بن رفاعة السلامي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال : جاء ثعلبة بن حاطب بصدقته إلى عمر فلم يقبلها و قال : لم يقبلها النبي صلى الله عليه و آله و لا أبو بكر و لا أقبلها قال أبو محمد : و هذا باطل بلا شك لان الله تعالى أمر بقبض ذكوات أموال المسلمين و أمر عليه السلام عند موته أن لا يبقى في جزيرة العرب دينان فلا يخلو ثعلبة من ان يكون مسلما ففرض على أبي بكر . و عمر قبض ذكاته و لا بد و لا فسحة في ذلك و إن كان كافرا ففرض ان لا يقر في جزيرة العرب فسقط هذا الاثر بلا شك و في رواته معان بن رفاعة ، و القاسم بن عبد الرحمن ، و علي بن يزيد - و هو أبو عبد الملك الالهابي - وكلهم ضعفاء . و مسكين بن بكير ليس بالقوي و قال تعالى : ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) إلى قوله تعالى : ( الفاسقين ) و قال تعالى : ( و لا تصل على أحد منهم مات أبدا ) إلى قوله تعالى : ( و ماتوا و هم كافرون ) قال أبو محمد : قدمنا هذه الآية و هي مؤخرة عن هذا المكان لانها متصلة المعاني بالتي ذكرنا قبلها لانهما جميعا في امر عبد الله بن أبي . ثم نذكر القول فيهما جميعا ان شاء الله تعالى قال أبو محمد : هذه الآيات فيها انهم يلمزون المطوعين من المؤمنين و يسخرون منهم و هذا ليس كفرا بلا خلاف من أحد من أهل السنة ، و أما قوله تعالى : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ) إلى قوله تعالى : ( الفاسقين ) و قوله تعالى : ( و لا تصل على احد منهم مات أبدا ) إلى قوله تعالى : ( فاسقون ) فان هذا لا يدل على تماديهم على الكفر إلى إن ماتوا و لكن يدل يقينا على أن فعلهم ذلك من سخريتهم بالذين آمنوا مغفور لهم لانهم كفروا فيما خلا فكان ما سلف من كفرهم موجبا أن يغفر لهم لمزهم المطوعين من المؤمنين و سخريتهم بالذين لا يجدون إلا جهدهم و إن تابوا من كفرهم و أنهم ماتوا على الفسق لا على الكفر بل هذا معنى الآية بلا شك ، برهان ذلك ما روينا من طريق مسلم نا أبو بكر بن أبي شيبة نا أبو أسامة نا عبيد الله - هو ابن عمر - عن نافع عن ابن عمر قال : لما توفي عبد الله بن أبي بن سلول جاء ابنه عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله أن يعطيه قميصا يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي عليه فقام عمر و أخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :