شرح المحلی جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
( يحلفون لكم ليرضوكم و الله و رسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين ) فقد أخبرهم تعالى أنهم إن كانوا مؤمنين فارضاء الله و رسوله أحق عليهم من إرضاء المسلمين فصح هذا بيقين ، و بالله تعالى نستعين ، و قال تعالى : ( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون ) قال و هذه الآية أيضا لا نص فيها على قوم بأعيانهم فلا متعلق فيها لاحد في هذا المعنى ، و قال تعالى : ( و لئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض و نلعب ) إلى قوله تعالى : ( كانوا مجرمين ) قال أبو محمد : هذه بلا شك في قوم معروفين كفروا بعد ايمانهم و لكن التوبة مبسوطة لهم بقوله تعالى : ( إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) فصح أنهم أظهروا التوبة و الندامة و اعترفوا بذنبهم . فمنهم من قبل الله تعالى توبته في الباطن عنده لعلمه تعالى بصحتها ، و منهم من لم تصح توبته في الباطن فهم المعذبون في الآخرة ، و أما في الظاهر فقد تاب جميعهم بنص الآية ، و بالله تعالى التوفيق و قال تعالى : ( المنافقون و المنافقات ) إلى قوله تعالى : ( عذاب مقيم ) قال : فهذه صفة عامة لم يقصد بها إلى التعريف لقوم بأعيانهم ، و هذه حق واجب على كل منافق و منافقة ، و بالله تعالى التوفيق و قال تعالى : ( يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و أغلظ عليهم ) إلى قوله تعالى : ( و لا نصير ) قال . فهذه آية أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم بمجاهدة الكفار و المنافقين ، و الجهاد قد يكون باللسان و الموعظة و الحجة كما نا عبد الله بن ربيع نا محمد بن إسحاق نا ابن الاعرابي نا أبو داود نا موسى بن اسماعيل نا حماد - هو ابن سلمة - عن حميد عن انس أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : " جاهدوا المشركين بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم " قال أبو محمد : و هذه الآية تدل على أن هؤلاء كانوا معروفين بأعيانهم و أنهم قالوا كلمة الكفر و كفروا بعد إسلامهم ، و لكن لما قال الله تعالى : ( فان يتوبوا يك خيرا لهم و إن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما ) صح أن الله تعالى بدل لهم التوبة و قبلها ممن أحاطها منهم وكلهم بلا شك أظهر التوبة ، و برهان ذلك حلفهم و إنكارهم فلا متعلق لهم في هذه الآية ، و بالله تعالى التوفيق و قال تعالى : ( و منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ) إلى قوله تعالى : ( يكذبون ) قال و هذه أيضا صفة أوردها الله تعالى يعرفها كل من فعل ذلك من نفسه و ليس فيها نص و لا دليل على أن صاحبها معروف بعينه على أنه قد روينا أثرا لا يصح و فيه أنها نزلت في ثعلبة بن