بيان اختلاف الناس فيمن خرج من كفر الى وذكر مذاهب الفقهاء فى ذلك
الردة لانه حق بلا شك و لم نخالفكم في هذا و لا يصح أصلا عن أبي بكر أنه ظفر بمرتد عن الاسلام ممتنع باستتابة فتاب فتركه أو لم يتب فقتله هذا ما لا يجدونه ، و أما من بدل كفرا بكفر آخر قال أبو محمد رحمه الله : اختلف الناس فيمن خرج من كفر إلى كفر فقال أبو حنيفة ، و مالك . و أصحابهما ، و أبو ثور : أنهم يقرون على ذلك و لا يعترض عليهم و قال الشافعي ، و أبو سليمان ، و أصحابهما : لا يقرون على ذلك أصلا ، ثم اختلفوا فقالت طائفة من أصحاب الشافعي . ينبذ اليه عهده و يخرج إلى دار الحرب فان ظفر به بعد ذلك فمرة قال . ان رجع إلى دينه الكتابي الذي خرج منه أقر على حر بيته و ترك ، و مرة قال : لا يترك بل لا يقبل منه الا الاسلام أو السيف . و بهذا يقول أصحابنا . الا أنهم لا يرون إلحاقه بدار الحرب بل يجبر على الاسلام و الا قتل قال أبو محمد رحمه الله : فلما اختلفوا نظرنا في ذلك فوجدنا من قال . إنهم يقرون على ذلك يحتجون بقول الله تعالى . ( و الذين كفروا بعضهم أوليآء بعض ) و أمره تعالى أن يقول مخاطبا لجميع الكفار . ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد ) إلى آخر السورة قالوا . فجعل الله تعالى الكفر كله دينا واحدا قالوا . و قد قال الله تعالى . ( لا إكراه في الدين ) فكان هذا ظاهرا يمنع من اكراهه على ترك كفره قالوا . و لا يخلوا إذا أجبر على ترك الكفر الذي خرج اليه من أحد وجهين و لا ثالث لهما ، إما أن يجبر على الرجوع إلى دينه الذي خرج عنه كما قال الشافعي في أحد قوليه . ، أو يجبر على الرجوع إلى الاسلام كما قال هو في قوله الثاني ، و أصحابكم . فان أجبر على الرجوع إلى دينه فقد أجبر على اعتقاد الكفر و على الرجوع إلى الكفر ، قالوا . و اعتقاد جواز هذا كفر ، قالوا . و ان أكره على الرجوع إلى الاسلام فكيف يجوز أن يجبر على ذلك دون سائر أهل الكفر من أهل الذمة و لا فرق بينه و بينهم فهو كافر و هم كفار و لا فرق قال أبو محمد رحمه الله : و هذا كل ما شغبوا به من النصوص الا أن بعضهم قال : أ رأيت من أحدث في نصرانية . أو يهودية . أو مجوسية رأيا لم يخرج به عن جملتهم أتجبرونه على ترك ذلك الرأي و الرجوع إلى جملتهم أو إلى الاسلام ؟ و أرأيتم من خرج من ملكية إلى نسطورية . أو يعقوبية . أو قادونية . أو معدونية فدان بعبودية المسيح و أنه نبي الله و ان الله تعالى وحده لا شريك له ؟ أتجبرونه على الرجوع إلى التثليث ، أو إلى الرجوع إلى القول بأن الله هو المسيح بن مريم ؟ ، و كذلك من خرج من ربانية إلى عامانية ،