بيان حجة من قال أن من فعل ذلك لايكون كافر او تعقيب ذلك
ثقة سمعه من كل واحد فحدث به كذلك . و عمرو بن مرة من الجلالة و الثقة بحيث لا يغمزه بمثل هذا الا جاهل ( فان قيل ) : ان معنى قول ابي بكر هذا انما هو ما كان لاحد ان يطاع في سفك دم بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قلنا ) : نعم و أراد ايضا معنى آخر كما روينا مبينا بلا إشكال حدثنا محمد بن سعيد بن نبات نا احمد بن عون الله نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن بشار أنا معاذ بن معاذ العنبري نا شعبة عن ثوبه العنبري قال : سمعت أبا السوار القاضي عبد الله بن قدامة يحدث عن أبي برزة قال : أغلظ رجل لابى بكر الصديق قلت : ألا أقتله ؟ فقال أبو بكر : ليس هذا إلا لمن شتم النبي صلى الله عليه و آله فبين أبو بكر الصديق رضي الله عنه أنه لا يقتل من شتمه لكن يقتل من شتم النبي صلى الله عليه و آله و قد علمنا أن دم المسلمين حرام إلا بما أباحه الله تعالى به و لم يبحه الله تعالى قط الا في الكفر بعد الايمان . أو زنا المحصن . أو قود بنفس مؤمنة . أو في المحاربة . و قطع الطريق . أو في المدافعة عن الظلمة . أو في الممانعة من حق . أو فيمن حد في الخمر ثلاث مرات ثم شربها الرابعة فقط ، و قد علمنا أن من سب النبي صلى الله عليه و آله و سلم فبيقين ندري أنه لم يزن . و لا شرب خمرا . و لا قصد ظلم مسلم . و لا قطع طريقا فلم يبق الا أنه عند أبى بكر كافر حدثنا عبد الله بن ربيع نا ابن مفرج نا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب عن خالد عن حميد عن عمر بن عبد الله عن عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب أنه كان على الكوفة لعمر بن عبد العزيز فكتب إلى عمر بن عبد العزيز اني وجدت رجلا بالكوفة يسبك و قامت عليه البينة فهممت بقتله . أو قطع يديه . أو قطع لسانه . أو جلده ثم بدا لي أن أراجعك فيه فكتب اليه عمر بن عبد العزيز سلام عليك أما بعد و الذي نفسي بيده لو قتلته لقتلتك به و لو قطعته لقطعتك به و لو جلدته لا قدته منك فإذا جاءك كتابي هذا فاخرج به إلى الكناسة فسبه كالذي سبني أو أعف عنه فان ذلك أحب الي فانه لا يحل قتل امرئ مسلم يسب أحد من الناس الا رجلا سب رسول الله صلى الله عليه و آله ، و ذهب أبو حنيفة . و مالك . و الشافعي . و أحمد بن حنبل . و اسحق بن راهويه . و سائر أصحاب الحديث . و أصحابهم إلا أنه بذلك كافر مرتد قال أبو محمد رحمه الله : فلما اختلفوا كما ذكرنا وجب أن ننظر فيما احتجت به كل طائفة لقولها لنعلم الحق من ذلك فنتبعه بعون الله تعالى و تأييده فوجدنا من قال لا يكون بذلك كافرا يحتجون بما روينا من طريق مسلم نا زهير بن حرب نا جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود لما كان يوم خيبر " آثر رسول الله صلى الله عليه و سلم ناسا في القسمة فقال رجل : و الله إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله تعالى فأتيت