كلام حذيفة رضى الله عنه الصحابى المشهور امام ابن عبدالله ابن مسعود فى المنافقين
بيان أن الاحاديث للوقوفة على حذيفة لاتصح ولو صحت لاتدل على مذهب المدعى خلاف ماذهب اليه المصنف
و أما الموقوفة على حذيفة فلا تصح و لو صحت لكانت بلا شك على ما بينا من أنهم صح نفاقهم و عاذوا بالتوبة و لم يقطع حذيفة و لا غيره على باطن امرهم فتورع عن الصلاة عليهم ، و في بعضها أن عمر سأله أنا منهم فقال له لا و لا أخبر أحدا غيرك بعدك و هذا باطل كما ترى لان من الكذب المحض أن يكون عمر يشك في معتقد نفسه حتى لا يدري أ منافق هو أم لا ؟ و كذلك أيضا لم يختلف اثنان من أهل الاسلام في أن جميع المهاجرين قبل فتح مكة لم يكن فيهم منافق انما كان النفاق في قوم من الاوس و الخزرج فقط فظهر بطلان هذا الخبر و أما حديث محمود بن لبيد فمنقطع و مع هذا فانما فيه انهم كانوا يعرفون المنافقين منهم و إذ الامر كذلك فليس هذا نفا قابل هو كفر مشهور وردة ظاهرة هذا حجة لمن رأى أنه لا يقتل المرتد و اما حديث حذيفة لم يبق من أصحاب هذه الآية الا ثلاثة فصحيح و لا حجة لهم فيه لان في نص الآية أن يقاتلوا حتى ينتهوا فبيقين ندري أنهم لو لم ينتهوا لما ترك قتالهم كما أمر الله تعالى ، و كذلك أيضا قوله أنه لم يبق من المنافقين الا أربعة فلا شك عند أحد من الناس أن أولئك الاربعة كانوا يظهرون الاسلام و أنه لا يعلم غيب القلوب الا الله تعالى فهم ممن أظهر التوبة بيقين لا شك فيه ثم الله تعالى أعلم بما في نفوسهم قال أبو محمد : و يبين هذا ما رويناه من طريق البخاري نا عمر بن حفص بن غياث نا أبي نا الاعمش نى إبراهيم النخعي عن الاسود قال : كنا في حلقة عبد الله بن مسعود فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم ثم قال : لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم قال الاسود : سبحان الله ان الله تعالى يقول : ( ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ) فتبسم عبد الله بن مسعود و جلس حذيفة في ناحية المسجد فقام عبد الله فتفرق أصحابه فرماني حذيفة بالحصى فأتيته فقال حذيفة : عجبت من ضحكه و قد علم ما قلت لقد أنزل الله النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم روينا من طريق البخاري نا آدم بن أبي إياس نا شعبة عن واصل الاحدب عن أبي وائل شقيق ابن سلمة عن حذيفة بن اليمان قال : ان المنافقين اليوم شر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا حينئذ يسرون و اليوم يجهرون قال أبو محمد : فهذان أثر ان في غاية الصحة في أحدهما بيان ان المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يسرون و في الثاني أنهم تابوا فبطل تعلق من تعلق بكل آية و كل خبر ورد في المنافقين و صح أنهم قسمان . إما قسم لم يعلم باطن أمره فهذا لا حكم له في الآخرة . و قسم علم باطن أمره و انكشف فعاذ بالتوبة قالوا : ان