الحدود التي واقعها العبد قبل اسلامه و يجعل الحج لا يسقطها ، وكلا الامرين جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مجيئا واحدا و أن هذا الخبر ضد قولهم في هذه المسألة و ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم انما أخبر أن الاسلام يهدم ما قبله و ان الهجرة تهدم ما قبلها و أن الحج يهدم ما قبله فقالوا هم : أن الردة إلى الكفر تهدم ما قبلها من الحدود الواجبة قياسا للكفر على الاسلام و أن الهجرة إلى الشيطان و اللحاق بدار الكفر و أهل الحرب تهدم ما قبلها من الحدود قياسا على الهجرة إلى الله تعالى و إلى دار الاسلام و أن الحج لا يهدم ما قبله ، و هذا عين العناد و الخلاف و المكابرة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و أما حديث عمر رضي الله عنه فانه لم يتكلم قط في ذلك الخبر في ثبات الحدود أو سقوطها و انما تكلم في المغفرة ، و إذا قلنا : أن مغفرة الله تعالى للذنوب لا تسقط الحدود الواجبة في تلك الذنوب إلا حيث صح النص . و الاجماع بإسقاطها فقط و ليس ذلك إلا في الحربي الكافر يبتدئ الاسلام فقط ، و نحن نقول : أن الاسلام و الهجرة الصادقة إلى الله تعالى و رسوله عليه السلام . و أن الحج المبرور يهدم ما قبله من الذنوب و من صفة كل ما ذكرنا من الاسلام الحسن و الهجرة الصادقة و الحج المبرور أن يتوب صاحب هذه الحال عن كل ذنب سلف قبله برهان ذلك ما حدثنا به عبد الرحمن ابن عبد الله بن خالد نا إبراهيم بن احمد نا الفربرى نا البخارى نا خلاد بن يحيى نا سفيان بن منصور . و الاعمش كلاهما عن أبى وائل عن عبد الله بن مسعود قال : قال رجل لرسول الله صلى الله عليه و سلم : أ نؤاخذ بما عملنا في الجاهلية قال : " من أحسن في الاسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية و من أساء في الاسلام أخذ بالاول و الآخر " قال أبو محمد رحمه الله : فحكم الاحسان في الاسلام هو التوبة من كل ذنب أسلفه أيام كفره ، و أما من اصر على معاصيه فما أحسن في اسلامه بل أساء فيه ، و كذلك من لم يهجر ما نهى الله تعالى عنه فليس تام الهجرة و كل حج أصر صاحبه على المعاصي فيه فلم يوف حقه من البر فليس مبرورا ، و بالله تعالى التوفيق 2171 مسألة الاستتابة في الحدود و ترك سجنه حدثنا حمام نا ابن مفرج نا ابن الاعرابى نا الدبري نا عبد الرزاق نا ابن جريج قال : حضرت عبد العزيز بن عبد الله جلد إنسانا الحد في فرية فلما فرغ من ذلك قال له أبو بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ربيعة : أن من الامر ان يستتاب عند ذلك فقال عبد العزيز للمجلود : تب فحسبنه أنه قال أتوب إلى الله : قال ابن جريج : و اخبرنى بعض علماء أهل المدينة انهم لا يختلفون أنه يستتاب كل من عمل عمل قوم لوط . أو زنى ، أو افترى ، أو شرب ، أو سرق أو حارب ، قال عبد الرزاق : و خبرنى أبو بكر