تنوب معصية الله تعالى عن طاعته فاذ هو متعد فعليه القود قال الله تعالى : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه ) الآية فضرب التعدي لا يتبعض بلا شك فاذ لا يتبعض و هو معصية فباطل أن يجزي عن الحد الذي هو طاعة لله تعالى فيقتص له منه ، ثم يقام عليه الحد و لا بد و بالله تعالى التوفيق 2189 مسألة - بأي شيء يكون الضرب في الحد ؟ قال أبو محمد رحمه الله : أما أهل الرأي . و القياس فانهم قالوا : الحدود كلها بالسوط الا الشافعي رحمه الله قال : الا الخمر فانه يجلد فيها بما صح عن النبي صلى الله عليه و آله انه جلد فيها قال أبو محمد رحمه الله : احتج من رأى الجلد بالسوط و لا بد في الحدود بما نا حمام نا ابن مفرج نا ابن الاعرابي نا الدبري نا عبد الرزاق نا معمر عن يحيى بن أبي كثير قال : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله اني أصبت حدا فأقمه علي فدعا النبي صلى الله عليه و سلم بسوط فأتي بسوط جديد عليه ثمرته قال : لا سوط دون هذا فأتي بسوط مكسور العجز فقال : لا سوط فوق هذا فأتي بسوط بين السوطين فأمر به فجلد " و ذكر الخبر و عن زيد بن أسلم " أن رجلا اعترف على نفسه بالزنا فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بسوط فأتي بسوط مكسور فقال فوق هذا فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته فقال : بين هذين فأتي بسوط قد ركب به و لان فأمر به فجلد " و ذكر باقي الخبر حدثنا عبد الله بن ربيع نا ابن مفرج نا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب عن مخرمة بن بكير عن أبيه قال : سمعت عبيد الله بن مقسم يقول : سمعت كريبا مولى ابن عباس يحدث أو يحدث عنه قال : " أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم فاعترف على نفسه بالزنا و لم يكن الرجل أحصن فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم سوطا فوجد رأسه شديدا فرده ثم أخذ سوطا آخر فوجده لينا فأمر به فجلد مائة " و عن أبي عثمان النهدي قال : أتى عمر ابن الخطاب في حد ما أدري ما ذلك الحد فأتي بسوط فيه شدة فقال : أريد ما هو ألين فأتي بسوط لين فقال : أريد أشد من هذا فأتي بسوط بين السوطين فقال : اضرب و لا يرى إبطك و عن أبي عثمان النهدي قال : أتي عمر بن الخطاب في حد فاتي بسوط فهزه فقال ائتوني بسوط ألين من هذا فأتي بسوط آخر فقال ائتوني بسوط أشد من هذا فاتي بسوط بين السوطين فقال اضرب و لا يرى ابطك و اعط لكل عضو حقه قال أبو محمد رحمه الله : ما نعلم له شبهة ما ذكرنا أما الآثار في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و آله فمرسلة كلها و لا حجة في مرسل و أضعفها حديث مخرمة بن بكير لانه منقطع في ثلاثة مواضع لان سماع مخرمة من أبيه لا يصح و شك ابن مقسم