2178 حكم تعافى الحدود قبل بلوغها الى الحاكم وبيان نظر العلماء فى ذلك
و الغامدية و ذكر عليه السلام أن توبة ماعز لو قسمت بين أمة لوسعتهم . و ان الغامدية لو تاب توبتها صاحب مكس لغفر له . و أن الجهينية لو قسمت توبتها بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، ثم رفع عليه السلام الاشكال جملة فقال : انها لم نجد أفضل من ان جادت بنفسها لله فصح يقينا ان الاعتراف بالدنب ليقام عليه الحد أفضل من الاستتار له بشهادة النبي صلى الله عليه و آله أنه لا أفضل من جود المعترف بنفسه لله تعالى قال أبو محمد رحمه الله : و من البرهان على ذلك أيضا ما رويناه من طريق مسلم نا يحيى ابن يحيى . و أبو بكر بن ابي شيبة . و عمرو الناقد . و اسحق بن إبراهيم - هو ابن راهويه - و محمد ابن عبد الله بن نمير كلهم عن سفيان بن عيينة و اللفظ لعمرو ، قال سفيان بن عيينة عن الزهري عن ابي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مجلس فقال : بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا و لا تزنوا و لا تسرقوا و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق فمن و فى منكم فاجره على الله و من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له و من أصاب شيئا فستره الله عليه فامره إلى الله . ان شاء عفى عنه و ان شاء عذبه " قال علي رحمه الله : فارتفع الاشكال جملة و الحمد لله رب العالمين و صح بنص كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و اعلامه أمته و نصيحته إياهم بأحسن ما علمه ربه تعالى ان من أصاب حدا فستره الله عليه فان أمره إلى الله تعالى ان شاء عذبه و ان شاء غفر له و أن من أقيم عليه الحد فقد سقط عنه ذلك الذنب ، و كفره الله تعالى عنه ، و بالضرورة ندري ان يقين المغفرة أفضل من التعزير في إمكانها أو عذاب الآخرة و أين عذاب الدنيا كلها من غمسة في النار ؟ نعوذ بالله منها فكيف من أكثر من ذلك قال أبو محمد رحمه الله : فصح أن اعتراف المرء بذنبه عند الامام أفضل من الستر بيقين و ان الستر مباح بالاجماع ، و بالله تعالى التوفيق 2178 - مسألة - تعافوا الحدود قبل بلوغها ( 1 ) إلى الحاكم قال أبو محمد رحمه الله : نا عبد الله بن ربيع نا عمر بن عبد الملك نا محمد بن بكر نا أبو داود نا سليمان بن داود المهري نا ابن وهب سمعت ابن جريج يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو بن العاصي " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب " نا حمام نا عباس بن أصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا محمد ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب قال : سمعت ابن جريج يحدث عن عمرو بن شعيب1 - في النسخة اليمنية تعافوا الحد قبل بلوغه