2159 تفصيل القول فى رجل من أهل العدل قتل فى الحرب رجلامن أهل العدل ثم قال حسبته من أهل البغى وبيان مذاهب العلماء فى ذلك
البغي بامثالهم من المسلمين الفجار الذين لا خلاق لهم ، و أيضا فان الفاسق مفترض عليه من الجهاد و من دفع أهل البغي كالذي افترض على المؤمن الفاضل فلا يحل منعهم من ذلك ، بل الغرض أن يدعوا إلى ذلك ، و بالله تعالى التوفيق 2159 مسألة قال أبو محمد رحمه الله : و لو أن رجلا من أهل العدل قتل في الحرب رجلا من أهل العدل ، ثم قال : حسبته من أهل البغي فان كان ما يقول ممكنا فالقول قوله مع يمينه ثم يضمن ديته في ماله لانه لم يقتله خطأ بل قتله عمدا قصدا إلى قتله إلا انه لم يعلم انه حرام الدم فلذلك لم يقد منه ، و إن لم يمكن ما قال فعليه القود أو الدية باحتيار أوليآء المقتول ، و هكذا القول سواء سواء إذا قتله في أرض الحرب و لا فرق ، و كذلك لو رجع إلينا بعض أهل البغي تائبا فقتله رجل من أهل العدل و قال : اني ظننته دخل ليطلب غرة فان نكل هؤلاء عن اليمين حبسوا حتى يحلفوا و لا بد لان اليمين قد وجبت عليهم و لا قود أصلا لانه لم يثبت عليهم ما يوجب الوقد من التعمد و هم عالمون ، و قال أبو حنيفة و أصحابه : إذا كانت جماعة من أهل العدل و السنة في عسكر الخوارج و أهل البغي فقتل بعضهم بعضا عمدا . و جرح بعضهم بعضا عمدا ، و أخذ بعضهم مال بعض عمدا فلا شيء في ذلك لا قود و لا دية غلب أهل الجماعة و الامام العدل عليهم بعد ذلك أو لم يغلبوا قال أبو محمد رحمه الله : ما لهذا القول جواب إلا أنه حكم إبليس ، و و الله ما ندري كيف انشرحت نفس مسلم لاعتقاد هذا القول المعاند لله تعالى و لرسوله عليه السلام ، أو كيف انطلق لسان مؤمن يدري أن الله تعالى أمره و نهاه بهذا القول السخيف ، و نسأل الله تعالى عافية كاملة كأن أصحاب هذا القول لم يسمعوا ما أنزل الله تعالى من وجوب القصاص في النفوس و الجراح و من تحريم الاموال في القرآن و على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم ، و هذا قول ما نعلم فيه لابي حنيفة سلفا لا من صاحب و لا من تابع ، و نبرأ إلى الله تعالى من هذا القول فانما موهوا بما روي من حديث عبيد الله بن عمر كما ثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الاعرابي ثنا الدبري ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري و ذكر قتل عمر قال : فاخبرني سعيد بن المسيب ان عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق و لم نجرب عليه كذبة قط ، قال حين قتل عمر بن الخطاب انتهيت إلى الهرمزان . و جفينة . و أبي لؤلؤة و هم بحي فتبعتهم فثاروا و سقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه و قال عبد الرحمن فانظروا بما قتل به عمر فوجدوه خنجرا على النعت الذي نعت عبد الرحمن فخرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب مشتملا على السيف حتى أتى الهرمزان فقال اصحبني