( باب مواقيت الصلاة ) ( أعلم ) أن الصلاة فرضت لاوقاتها قال الله تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس و لهذا تكرر وجوبها بتكرار الوقت و تؤدى في مواقيتها قال الله تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا أى فرضا مؤقتا و قال صلى الله عليه و سلم من حافظ على الصلوات الخمس في مواقيتها كان له عند الله عهدا يغفر له يوم القيامة و تلا قوله تعالى الا من اتخذ عند الرحمن عهدا .
و للمواقيت اشارة في كتاب الله تعالى فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون أي صلوا لله فقوله حين تمسون المراد به العصر و عند بعضهم المغرب و حين تصبحون الفجر و عشيا العشاء و حين تظهرون الظهر و قال الله تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل و قرآن الفجر قال ابن عباس رضى الله تعالى عنه دلوك الشمس الزوال فالمراد به الظهر و قال ابن مسعود رضى الله تعالى عنه دلوكها غروبها و المراد المغرب إلى غسق الليل العشاء و قرآن الفجر صلاة الفجر و قال الله تعالى حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و هو العصر و قال الله تعالى أقم الصلاة طرفي النهار و قال الحسن الفجر و زلفا من الليل قال محمد بن كعب رضى الله تعالى عنه المغرب و العشاء ثم بدأ الباب ببيان وقت الفجر لانه متفق عليه لم يختلفوا في أوله و لا في آخره قال ( وقت صلاة الفجر من حين يطلع الفجر المعترض في الافق إلى طلوع الشمس ) و الفجر فجران كاذب تسميه العرب ذنب السرحان و هو البياض الذي يبدو في السماء طولا و يعقبه ظلام و الفجر الصادق و هو البياض المنتشر في الافق فبطلوع الفجر الكاذب لا يدخل وقت الصلاة و لا يحرم الاكل على الصائم ما لم يطلع الفجر الصادق لقوله صلى الله عليه و سلم لا يغرنكم الفجر المستطيل و لكن كلوا و اشربوا حتى يطلع الفجر المستطير يعنى المنتشر في الافق و قال الفجر هكذا و مد يده عرضا لا هكذا و مد يده طولا و الاصل حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أمنى جبريل عليه السلام عند البيت فصلى بي الفجر في اليوم الاول حين طلوع الفجر و فى اليوم الثاني حين أسفر جدا ثم قال ما بين هذين وقت لك و لامتك و هو وقت الانبياء قبلك و في حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان للصلاة أولا و آخرا و ان أول وقت الفجر حين يطلع الفجر و آخره حين تطلع الشمس و فى حديث