مبسوط

شمس الدین السرخسی

جلد 1 -صفحه : 253/ 172
نمايش فراداده

تعالى عنه قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فعطس بعض القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت و اثكل أماه مالى أراكم تنظرون إلى شزرا فضربوا بأيديهم على أفخاذهم فعلمت أنهم يسكتوننى فلما فرغ النبي صلى الله عليه و سلم فو الله ما رأيت معلما أحسن تعليما منه صلى الله عليه و سلم ما نهرنى و لا زجرني و لكن قال ان صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس انما هى للتسبيح و التهليل و قراءة القرآن و ما لا يصلح للصلاة فمباشرته مفسدة للصلاة ألا ترى أن الا كل و الشرب مبطل للصلاة ناسيا أو عامدا لهذا و الخروج في الاعتكاف كذلك و الجماع في الاحرام كذلك و لهذا لو طال الكلام كان مفسدا و لو كان النسيان فيه عذرا لا ستوى فيه أن يطول أو يقصر كالاكل في الصوم .

و القياس في السلام أنه مفسد و ان كان ناسيا و لكن استحسنا ما فيه لمعنى لا يوجد ذلك في الكلام و هو أن السلام من جنس أركان الصلاة فان المتشهد يسلم على النبي صلى الله عليه و سلم و على عباد الله الصالحين و هو اسم من أسماء الله تعالى و انما أخذ حكم الكلام لكاف الخطاب و انما يتحقق معنى الخطاب فيه عند القصد و إذا كان ناسيا شبهناه بالاذكار و إذا كان عالما شبهناه بالكلام فأما الكلام فهو ليس من أذكار الصلاة فكان منافيا للصلاة على كل حال و الخطأ و النسيان عذر في رفع الاصر و عليه تحمل الآية و الخبر فأما حديث ذي اليدين فقد كان في وقت كان الكلام فيه مباحا في الصلاة ثم انتسخ الكلام في الصلاة ألا ترى أن ذا اليدين كان عامدا بالكلام و كذلك أبو بكر و عمر رضى الله تعالى عنهما و لم يأمرهم بالاستقبال ( فان قيل ) كيف يستقيم هذا و إسلام أبى هريرة رضى الله تعالى عنه بعد فتح خيبر و قد قال صلى بنا و حرمة الكلام في الصلاة كانت ثابتة حين جاء من الحبشة و ذلك في أول الهجرة ( قلنا ) معنى قوله بنا بأصحابنا و لا وجه للحديث الا هذا لان ذا اليدين قتل ببدر و اسمه مشهور في شهداء بدر و ذلك قبل خيبر بزمان طويل قال ( و ان قهقه في صلاة استقبل الصلاة و الوضوء عندنا ناسيا كان أو عامدا ) لان القهقهة أفحش من الكلام عند المناجاة و لهذا جعلت ناقضة للوضوء ثم سوى بين النسيان و العمد و فى القهقهة أولى و البناء لاجل البلوى و ذلك لا يتحقق في القهقهة و ان قهقه بعد ما قعد قدر التشهد قبل أن يسلم لم تفسد صلاته كما لو تكلم في هذه الحالة لانه لم يبق عليه شيء من أركان الصلاة و لكن